الرئيسية

صفحة فيسبوك

Script:DoSizeContainer

Start of Body

تنقية السنة النبوية من الشوائب:
5. تعدد طرق الحديث لا يدل على صحته

Script:PrintURL

رأينا في مقال سابق ان كثرة الاحاديث في نفس الموضوع لا يدل دائما على ان الخبر حقيقي، وانما هي وسيلة يتبعها مخترعوا الاحاديث في الترويج لفكرة الحديث، عملا بمدأ: اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس. وعندما تتعدد مصادر الخبر، ينخدع به الناس فيظنون انه صحيح.

سنرى في هذا المقال مثالا على ان تعدد مصادر الحديث لا يعني شي، وليس دليلا على صحة الخبر.

في كتاب الموضوعات لابن الجوزي، ذكر المؤلف ثمانية احاديث عن الخبز، ولكنه ادراجها كلها في خانة الموضوعات. وهذا يُرينا ان تأليف حديث، ووضع سندا له، ليس بالعملية الصعبة.. المشكلة في تسويق الحديث ودسه على المحدثين الكبار، وهذا ما يميز المحترفين في التزوير من الهواة.

كل احاديث الخبز التي صنفها ابن الجوزي في خانة الموضوعات اسقطها بناءا على الاسناد، ولكن لو صحت اسانيدها لعدوها في خانة الصحيح، واستماتوا في الدفاع عنها، حتى وان كان محتواها خيالي لدرجة الجنون.

الاحاديث موجودة في القائمة في الاسفل.. لاحظ العبارة: "أكرموا الخبز"، تكررت في اربعة احاديث. رواة هذه الاحاديث الاربعة يختلفون، ولكن الموضوع ببساطة ان الثاني اطّلع على الحديث الاول، فقام واخترع حديث مثله، ووضع فيه نفس العبارة بالضبط، والثالث تبع خطاهم، وهكذا.

تعددت المصادر، فهل هذا يعني ان الحديث صحيح؟ ابن الجوزي ادرجه في خانة الموضوع!

مؤلفوا هذه الاحاديث يبدو انهم مساكين وعلى نياتهم، لم يكن قصدهم الاساءة للرسول أو الدس في الدين عقيدة أو شريعة فاسدة، وربما هم اصحاب مخابز ارادوا الترويج لبضاعتهم.

محترف التزوير ليس كالهاوي.. محترف التزوير يأتيك بطرق لا تخطر على البال، بينما الهاوي يلعب على المكشوف. وهل القبض على مجرم من عصابة المافيا كالقبض على من اجبرته الظروف على السرقة؟

تقييم الرواية الشفهية من حيث الصحة والضعف لا يكون بالعدد من مصادر متأخرة، وانما بالبحث عن اصلها في أقدم المصادر المعتبرة المكتوبة، فإن لم تجد لها اصلا في المصادر القديمة المكتوبة، فهي بالتأكيد اشاعة مستحدثة في وقت متأخر، حتى وان بلغ عدد رواتها الالاف.. وبهذه الفقرة نصل الى نهاية المقال.

End of Body

 

---

الصفحة الرئيسية