| ||||||||||||||||||||||||||||||
تفسير آيات من القران عن الارض وتكوينها تأليف: عيسى عبدالرحمن السركال
الشارقة، الامارات العربية المتحدة تاريخ النشر: 15 ديسمبر 2019 أولا الارض كروية في القران بحسب ما تدل عليه الاية القرآنية: "يُكوّرُ الليل على النهار ويُكور النهار على الليل" -- هذا الوصف لا يمكن ان يتحقق الا اذا كانت الارض جسما كرويا.
"وَالْأَرْضَ من ناحية أخرى فإن للكلمة معنى ثاني، وهو المعنى الادق، ومن غير افتراض ان الاية تتحدث من وجهة نظر الرائي. التمدد عكس الانكماش، ويقال: الاجسام تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة. كانت الارض في الاصل اصغر حجما، ثم حدث لها تمدد (والارض مددناها)، نضع هذه الفرضية ثم نبحث عن شواهد تدعمها، وهذه الشواهد ليس بالضرورة ان تتفق مع النظريات العلمية. النظرية مجرد رأي قابل للصحة والخطأ. اقتباس: "الأرْضَ جِسْمٌ، والجِسْمُ هو الَّذِي يَكُونُ
مُمْتَدًّا في الجِهاتِ الثَّلاثَةِ، وهي الطُّولُ والعَرْضُ والثُّخْنُ، وإذا
كانَ كَذَلِكَ، فَتَمَدُّدُ جِسْمِ الأرْضِ في هَذِهِ الجِهاتِ الثَّلاثَةِ
مُخْتَصٌّ بِمِقْدارٍ مُعَيَّنٍ لِما ثَبَتَ أنَّ كُلَّ جِسْمٍ فَإنَّهُ يَجِبُ
أنْ يَكُونَ مُتَناهِيًا، وإذا كانَ كَذَلِكَ كانَ تَمَدُّدُ جِسْمِ الأرْضِ
مُخْتَصًّا بِمِقْدارٍ مُعَيَّنٍ مَعَ أنَّ الِازْدِيادَ عَلَيْهِ مَعْقُولٌ،
والِانْتِقاصَ عَنْهُ أيْضًا مَعْقُولٌ، وإذا كانَ كَذَلِكَ، كانَ اخْتِصاصُ
ذَلِكَ التَّمَدُّدِ بِذَلِكَ القَدْرِ المُقَدَّرِ مَعَ جَوازِ حُصُولِ
الأزْيَدِ والأنْقَصِ اخْتِصاصًا بِأمْرٍ جائِزٍ وذَلِكَ يَجِبُ أنْ يَكُونَ
بِتَخْصِيصِ مُخَصِّصٍ وتَقْدِيرِ مُقَدِّرٍ، وهو اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى."
-- (تفسير
الرازي، سورة الحجر، الاية 19)
ما يقوله الامام فخر الدين الرازي في الاقتباس اعلاه هو ان الارض جسم، اذا تمددت فهي تزيد بمقدار معين، واذا نقصت فهي تنقص بمقدار معين كذلك.. هذا الكلام يسري على كل الاجسام المادية دون استثناء. التمدد في الجسم الدائري هو ان يكبر حجمه، ويوم القيامة: "واذا الارض مُدت" وهذا هو التمدد الثاني الذي سيحدث للارض. وهل يُمكن هذا؟ عقليا نعم، أي جسم مادي قابل للزيادة والنقصان، أو التمدد والانكماش. "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وألقينا فيها رواسيَ يعني ان صخور الجبال سقطت من الفضاء الخارجي. ليس صخور الجبال فقط، ولكن وجدنا من الشواهد ما يدل على ان صخور قاع المحيط سقطت من الفضاء ايضا. تتكون صخور قاع المحيط من نفس الصخور التي تتكون منها الجبال الصخرية، ولكنها منصهرة، انصهرت في باطن الارض ثم طفت كحمم بركانية لتصنع سطح المحيط. هذه المادة التي ألقيت في الارض هي التي جعلتها اكبر حجما.. ما يسري على الارض يسري ايضا على الكواكب الاخرى (القمر، المريخ، الزهرة، عطارد)، كلها تمددت وكبر حجمها. وأين كان البحر اذا كانت الارض صغيرة؟ البحر لم يكن موجود، وماء البحر سقط
كنيازك ثلجية من الفضاء ايضا.. "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ
ما يؤيد هذا التفسير هو انه لايوجد جبل صخري واحد عمره الكربوني اكبر من 200 مليون سنة، ولا يوجد قاع محيط واحد عمره اكبر من 200 مليون سنة، ولو كانت توجد طريقة لقياس عمر الماء، لوجدوا ماء البحر بنفس عمر الجبال وقاع البحار.. هذا التفسير هو ما يدل عليه ظاهر الايات القرآنية، وهو يخالف النظريات العلمية السائدة، ونظرية الصفائح التكتونية على وجه التحديد، ومن قال ان القرآن يتفق مع كل النظريات؟ ويوم القيامة سوف تُمد الارض ايضا: "واذا الارض مُدت
كوكب المريخ يقول علماء الفلك انه يمكن تقدير عمر السطح على الكوكب بمقارنة عدد الحفر على السطح بعدد الحفر على سطح اخر من نفس الكوكب.. الحفر ناتجة عن صخور ضخمة وكويكبات سقطت على الكوكب، وكلما زاد عدد الحفر كان عمر السطح اكبر.. الصورة في الاعلى لكوكب المريخ، اللون الازرق يُسمى اراضي منخفضة (lowlands)، وهي تعادل سطح البحر في الارض، وبالنظر الى عدد الحفر في الاراضي المنخفضة نجد انها أقل بكثير من الاراضي المرتفعة، بما يعني انها نشأت في وقت متأخر جدا، بعد نشأة الكوكب بملايين السنين.. نفس هذه الحالة موجودة على الارض، ولا يوجد سطح محيط واحد يزيد عمره على 200 مليون سنة. النتيجة: كل الكواكب الصخرية في المجموعة الشمسيه كبر حجمها.. اولا حدثت فيها
زلازل وبراكين ضخمة جدا شقت قشرة الكوكب، فسقطت الصخور في الشقوق وانصهرت وطفت
لتصنع الاراضي المنخفة، وفي الارض سطح المحيط.. صخور الجبال لم تنصهر، ليس لأنها
تختلف في خصائصها، ولكن ربما انها سقطت في اماكن، أو بطريقة ما، لا تسمح لها
بالانصهار.
من الملاحظ ان حواف اليابسة لها نفس التشكيلة تقريبا على جانبي البحار
والمحيطات، بحيث اذا دفعنا اليابسة من الجانبين سيختفي البحر (انظر الصورة في
الاعلى).. حواف اليابسة لا تركب على بعض بالضبط، وذلك ان الماء يمكن ان يُدمر حواف
اليابسة، ولكن من يبحث عن شواهد سيجدها تقريبا على أغلب البحار.. النظرية السائدة
لتفسير هذه الظاهرة هي نظرية الصفائح المتحركة او التكتونية.. أي شيئ تقوله هذه
النظرية عن جيولوجيا الارض قبل 200 مليون سنة لا يوجد ذرة من دليل مادي يسنده.. اذا
كانت الفرضيات التي طرحتها هذه النظرية صحيحة فيجب ان تنطبق على الكواكب الاخرى في
المجموعة الشمسية، ولكنها فشلت، فصاغوا نظريات أخرى لتلك الكواكب.. النتجية: البحر
لم يكن موجود، والارض مددناها.
الاقتباس في الاعلى من موضوع عن الانقراض البرمي الترياسي (permian
triassic extinction event)، وهو الانقراض الذي رافق نشأة الجبال وسطح
البحار والغلاف الجوي، وهو اسوأ كارثة تضرب الارض على الاطلاق، حيث انقرض في هذه
الكارثة اكثر من 95 بالميه من الكائنات الحية، وربما كل الكائنات الحية دون استثناء
بما فيها الحشرات والاشجار، أخذت الارض 30 مليون سنة حتى تعافت واستعادت الحياة..
يتحدث الموضوع عن محاولات يقوم بها علماء جيولوجيا لمعرفة اسباب الانقراض، ويشتكون
من قلة الصخور التي يزيد عمرها على 250 مليون سنة على الارض، وهذه الصخور القليلة
التي يتحدثون عنها يُحتمل انها سقطت كنيازك من الفضاء الخارجي وليست اصلا من الارض،
ونظرية الصفائح التكتونية فشلت في تفسير جيولوجيا الكواكب الصخرية الاخرى في
المجموعة الشمسية، فكيف نفترض صحتها على كوكب الارض؟ آثار الماء على كوكب المريخ الصورة في الاعلى لكوكب المريخ.. هذه الصخور الظاهرة في الصورة تبدو انها قد تشبعت بالماء الى ان تغير لونها، ويدل هذا على ان المريخ قد حصل على كمية هائلة من الماء عندما حصلت الارض على الماء الذي ملئ سطح المحيط.
نيزك ثلج سقط على المريخ قبل ملايين السنين ولا يزال متجمدا الى الان بسب ان حرارة
الشمس لا تصله نزل الماء على المريخ على شكل نيازك ثلجية مثلما نزل على الارض، ثم سال على سطح الكوكب، ولكن كله تبخر الى الفضاء بسبب غلاف المريخ الرفيع جدا، والجزء الذي لم يتبخر لا يزال متجمدا الى الان. أكثر من 21 مليون متر مكعب من الثلج يوجد حاليا في القطب الشمالي والقطب الجنوبي
لكوكب المريخ، اذا اصبح سائلا فإنه يكفي لتغطية سطح الكوكب كله بارتفاع 35 متر من
الماء. ما يسري على المريخ لابد ان يسري ايضا على بقية الكواكب الصخرية (القمر، الزهرة، عطارد)، كلها حصلت على كميات هائلة من الماء، ولكن غلافها الجوي لم يساعدها على الاحتفاظ به على سطحها. الغلاف الجوي لكوكب الزهرة كثيف جدا، ويُفترض ان يحتفظ بالماء، الاحتمال الاول انه نزل في باطن الكوكب، والاحتمال الثاني انه تحول الى عنصر او أكثر من العناصر الكيميائية الاخرى، وتوجد شواهد على ان الكوكب يفقد كمية هائلة من الهيدروجين بشكل يومي لسبب لا يزال مجهولا، الماء يتكون من هيدروجين + كسجين، واذا فقد احد العنصرين لم يعد ماء. كوكب الارض لا يختلف عن غيره من كواكب المجموعة الشمسية سوى بالماء، وما يسري على غيره يسري عليه ايضا، وبما ان الاراضي المنخفضة في الكواكب الصخرية الاخرى جديدة، فلابد من الافتراض ان الاراضي المنخفضة في الارض جديدة، ناهيك ان التواريخ الكربونية للجبال وسطح المحيط تؤيد ذلك، "والارض مددناها وألقينا فيها رواسيَ وانبتنا فيها من كل زوج بهيج" -- صدق الله العظيم.
"أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ
كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، كوكب المريخ، تملئه الصخور، وهكذا كانت الارض قبل بسطها
تضاريس صخرية على سطح الارض تقابلها تضاريس مشابهة على سطح المريخ الصورة على اليمين في الاعلى من سطح الارض، من الصحراء الرملية الكبرى في استراليا، فيها ما يُسمى بالصخور البارزة (rocky outcrops)، هذه الصخور كانت مدفونة تحت الارض ثم اخرجتها عوامل التعرية كالرياح والمياه الجارفة.. الصورة على اليسار من سطح المريخ. وكما ترى فإن المنظر في الصورتين متشابه جدا، بما يدل على ان عملية ايداع الصخور على الكوكبين كانت بنفس الطريقة. وبناءا على الصخور البارزة في الارض، وهي موجودة في اماكن كثيرة متفرقة حول العالم، قالت النظريات الجيولوجية ان سطح الارض كان مُغطى بالصخور، ثم حدثت له تغيرات جيولوجية على مدى ملايين السنين وطمست الصخور، ولا يربطون علاقة بين سطح الارض وسطح المريخ. "والارض بعد ذلك دحاها" -- بسطها ومهدها -- عملية بسط الارض وطمس صخورها لم تستمر ملايين السنين كما تقول النظريات، وانما فترة قصيرة جدا، كما سنرى لاحقا.
"قُلْ أَئِنَّكُمْ
لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي
خَلَقَ الْأَرْضَ فِي
يرى البعض ان النصين في الاعلى فيهما تناقض.. يقولون ان عدد الايام في النص الاول ثمانية (2 + 4 + 2 = 8)، بينما في الاية اعلاه، وآيات أخرى، عدد ايام الخلق ستة. كل كلمة وكل حرف في القران له معنى، الكلمة في الاية (9) " "ثم استوى الى السماء وهي دخان... فقضاهن سبع سماوات" -- (فصلت 11 - 12). "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا
أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ
لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)"
-- (النازعات)
وايضا يرى البعض ان الايات في الاعلى تناقض الايات من سورة فُصلت، حيث انهم يرون ان الايات من سورة فصلت تتحدث عن خلق الارض اولا، بينما الايات هنا تبدأ بخلق السماء، أو بمعنى أدق: "بناها".. ونقولها مرة أخرى، كل كلمة وكل حرف في القران له معنى، ولم تأتي مفردات الاية بالخبط العشوائي.. "أفلا يتدبرون القران أم على قلوبٍ أقفالها؟" من بداية المقال والى هذه النقطة يجب ان نكون قد تكونت لدينا فكرة لا بأس بها عن
كيفية خلق الارض، وانها كانت جرم سماوي جاف، ثم انزل الله فيها صخور الجبال والماء،
وكانت النتيجة انها تمددت وكبر حجمها، وبعد ان نأخذ كل هذا بعين الاعتبار نسأل: ما
هو المراد بالسماوات السبع؟ الايات القرآنية تدل على انه
وبعد ان استوى الى السماء وهي دخان وقضاهن سبع سماوات (جعل الغلاف الجوي سبع طبقات)، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، عاد مرة أخرى الى الارض ودحاها، بسطها ومهدها وطمس صخورها.
"وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) "أخرج منها ماءها ومرعاها" -- ولكن لدينا آية اخرى تقول: "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا" (الرعد 3)، جعل فيها رواسي وانهارا اثناء تمدد الارض وقبل السماوات السبع، فما هو هذا الماء والمرعى الذي اخرجه الان؟ الاستنتاج هو ان جفافا عالميا ضرب الارض، توقفت الامطار وجفت الانهار، وبعد هذا الجفاف اخرج منها ماءها ومرعاها مرة أخرى. هذا الجفاف هو السبب الرئيسي لبسط الارض ودفن صخورها.. فأصبحت التربة يابسة والرمل ذرات صغيرة كرمال الربع الخالي، هبت الرياح وحركت الرمال فاندفنت الصخور وتمهدت الارض.. وهل نجد شواهد لهذا الجفاف في تاريخ الارض الجيولوجي؟
عندما يقبل العلم نظرية ما، ينحصر مجال البحث فيها، ولا تجد معلومات كثيرة تؤيد نظريات أو أفكار أخرى، لذا فانه ليس من المتوقع ان نجد الكثير من الشواهد عن جفاف ضرب الارض في الفترة التي انقرض فيها الديناصور. مع العلم انه يمكن ان تصح النظرية القائلة بأن كويكبا ضرب الارض، ولكن ايضا حدث جفاف عالمي شامل، لم يُبقي ولم يذر.. التالي اقتباسات من موضوع على ويكيبيديا عن انقراض الديناصور، وفيه فقرات تؤيد الجفاف العالمي اثناء فترة الانقراض.
الاقتباس الثاني في الاعلى يقول ان مستوى الماء في البحر انخفض في المرحلة الاخيرة من العصر الطباشيري.. المرحلة الاخيرة من هذا العصر هي بداية الانقراض.. الانهار الموجودة حاليا لم تكن هي نفسها التي كانت في زمن الديناصور، لذا فانه لا يمكن معرفة ان كانت تلك الانهار قد جفت أو لا. انهيار النباتات وانخفاض سطح البحر لمستويات لم يسبق لها مثيل نأخذها كشواهد لا يمكن تجاوزها تدل على حدوث جفاف عالمي في الارض.
تتشكل الاحافير اذا دُفنت بسرعة فائقة بطريقة لا يصل اليها الاكسجين.
أكثر الاحافير المكتشفة هي احافير الديناصور.. لماذا لم تتآكل كما تآكلت غيرها من الكائنات الحية التي تلت حقبة الديناصور؟ السبب هو انها دُفنت بسرعة فائقة.. الاقتباس في الاعلى يضع ثلاث احتمالات لدفن الكائنات الحية البرية بطريقة تحافظ على هيكلها لتصبح احفورة: انهيارات طينية، كمية من الرماد البركاني يغطيها، أو عواصف رملية تدفنها. الطين هو مزيج من الماء والرمل، واذا اخذنا انخفاض سطح البحر بعين الاعتبار، فيجب استبعاد وجود فيضانات اثناء الانقراض.. الرماد البركاني لن يغطي هذه الكمية الهائلة من الاحافير الديناصورية، وعلى اي حال فإن الديناصورات مدفونة تحت الارض وليس في رماد بركاني.. العواصف الرملية هي الاحتمال الارجح، وهذا لن يحدث الا اذا كان في الارض جفاف.. الحديث الان ليس عن اعداد قليلة من الاحافير في منطقة صغيرة، وإنما عن دمار شامل ضرب الارض كلها، فهل من تفسير لهذه العواصف الرملية على كل الكوكب غير الجفاف العام؟ اثناء هذا الجفاف تمت عملية بسط التربة، دحاها، بسطها ومهدها وأخفى الصخور من على سطحها وجعلها مكانا مناسبا للكائنات الحية صغيرة الحجم كالانسان وغيره. عملية دفن الصخور لم تأخذ ملايين السنين كما يفترض علماء الجيولوجيا، وانما سنوات قليلة معدودة، والشاهد هو دفن الديناصورات بسرعة.. وكما دُفنت الديناصورت في وقت قصير جدا، كذلك دُفنت الصخور. "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) وبعد ان انتهت فترة الجفاف، وتمت عملية بسط الارض، أخرج منها ماءها ومرعاها. وحدث هذا بعد ان جعل الغلاف الجوي سبع طبقات.. أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها؟ هذه السماء هي الغلاف الجوي.
"أخرج منها ماءها ومرعاها،
"وَالْأَرْضَ الايات الثلاث في الاعلى تتحدث عن "رواسي" نكرة، بينما الاية من سورة النازعات تتحدث عن "الرواسي" جمع التعريف، "والجبال أرساها"، وهذا يعني اكتمال نشأة الجبال، كلها على بعضها، وليس مجرد رواسي، كتلة هنا وأخرى هناك. نشأة الجبال، حتى وان بدأت قبل 200 مليون سنة، فقد اخذت فترة طويلة جدا الى ان اكتملت، 150 مليون سنة تقريبا.. انقرض الديناصور بسبب الجفاف قبل 65 مليون سنة، واكتملت نشأة الجبال قبل 50 مليون سنة.
طبقات الارض الرئيسية هي هذه الظاهرة في الصورة، اربع طبقات، ونفترض وجود طبقة عازلة بين كل طبقة وأخرى، ليصبح المجموع سبعة، "اللهُ الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن" (الطلاق 12). طبقة القشرة رقيقة جدا، ومساحتها اصغر من مساحة البحر بنسبة واحد الى ثلاثة، فما الذي يمنع الكتلة الكبيرة، البحر، من ان تحرك الكتلة الصغيرة، طبقة القشرة؟ جبال على سطح القمر نرى في الصورة اعلاه ان جبال القمر متصلة بطبقته الصخرية.. وهكذا الجبال على
الارض، متصلة بطبقتها الصخرية. لنفترض الان انه يوجد رمل بين الجبال على القمر، فهل
يمكن تحريك الكتلة الرملية؟ كيف ستحركها دون تحريك الجبل؟ وعلى هذا الاساس فإن
الجبال اوتادا، تمنع مياه المحيط من تحريك طبقة القشرة، الطبقة الرملية، "وألقى
في الأرض رواسي أن
"أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ المحيط الاطلنطي الصورة في الاعلى لسطح المحيط الاطلنطي، أقدم جزء فيه هو اللون الازرق، وعمره 180 مليون سنة، واحدث جزء فيه هو اللون الاحمر الغامق، وعمره 9.7 مليون سنة. الخط الاسود الذي في وسط اللون الاحمر الخامق يسمى مرتفع المحيط. خندق بورتوريكو في المحيط الاطلنطي توجد في المحيط الاطلنطي خنادق ايضا، احدها الظاهر في الصورة على اليسار، ويُسمى خندق بورتوريكو (Puerto Rico Trench)، ويقع على حدود المحيط الاطلنطي والبحر الكاريبي، وخنادق اخرى في بقية المحيطات، اكبرها خندق مارينا، ويقع في المحيط الهادي. في البداية لم تكن في الارض محيطات، ثم حدثت التغيرات وتشققت الارض فنزلت الصخور من السماء الى باطن الارض وانصهرت ثم بدأت بالخروج وبناء سطح المحيطات الى ان وصلت المحيطات الى الحجم الذي هي عليه الان. ولكن عملية بناء سطح المحيطات لن تستمر على طول، لابد ان تتوقف في يوم ما، وقد توقفت، وذلك ان كمية الصخور في باطن الارض محدودة. ما يخرج الان من مرتفعات المحيطات ينزل في خنادقها، فإذا كانت الكمية النازلة في الخنادق اكبر من الكمية الخارجة من المرتفعات فإن حجم الارض سينقص، وعلى هذا نفترض ان خنادق المحيطات هي اطراف الارض، النواحي التي تنقص منها الارض، أو بعبارة أخرى: الارض الان تنكمش بمقدار بسيط جدا. عملية النقص بطيئة ولا يمكن ملاحظتها في سنوات قليلة، ولكن بعد ان يتطور العلم اكثر مما هو عليه الان سيكتشف ان الارض تنقص من اطرافها، من خنادقها.
العلامة التي يتفق فيها القران مع علوم الجيلوجيا اتفاقا نسبيا هو ان الغلاف الجوي بشكله الحالي لم يكن موجودا في الارض منذ نشأتها. قال بعض العلماء ان غلاف الارض الجوي طرأت عليها تغيرات جذرية قبل 200 مليون سنة. ولدينا ايضا في القران ان الجبال لم تكن موجودة، وفي هذه ايضا يتفق القران مع العلوم، ولكنهم يقولون ان الارض تعيد تكرار صخورها، وفي القران انها سقطت من السماء.
حتى وان لم يكن الرقم 200 مليون سنة دقيقا، فربما لن يزيد او ينقص عن عشرة الى عشرين مليون سنة (200 ± 20)، وهذا هو عمر أقدم سطح محيط، وأقدم جبل صخري. الانقراض الذي قضى على الديناصور كان قبل 65 مليون سنة، وبناءا على ما استنتجناه من القران فإن هذا الانقراض كان سببه الجفاف، وكان الجفاف بعد ان جعل الله دخان السماء سبع سماوات طباقا. هذا الدخان هو اصلا غلاف جوي ولكن ليس من سبع طبقات، ويبدأ من بعد طبقة الطقس، يبلغ ارتفاع طبقة الطقس حوالي 7 كلم، وقد كانت موجودة، بما يعني ان الحياة كانت ممكنة، لذا استاطعت الديناصورات وغيرها من المخلوقات ان تعيش على الارض اثناء تطور الغلاف الجوي من دخان الى سبع طبقات.
135 مليون سنة تعادل يومين من ايام الخلق في القران، وهي هنا طول الفترة التي
تكون فيها الغلاف الجوي، "فقضاهن سبع سماوات في اليوم الواحد = 135 ÷ 2 = 67.5 مليون سنة 67.5 × 6 = 405 مليون سنة، وهذه هي الستة ايام وعلى افتراض ان التقديرات الكربونية للصخور صحيحة، فإن الرقم 405 مليون سنة هو اقصى تقدير لعمر الارض منذ بداية نشأتها الى ان حدث الجفاف وانقرض الديناصور قبل 65 مليون سنة. 405 + 65 = 470 مليون سنة ، وهذا هو عمر الارض منذ نشأتها والى اليوم. اليوم هو عبارة عن دوران الكوكب حول نفسه مرة واحدة، "وان يوما عند ربك كألفِ سنةٍ مما تعدون"، وهذا يوم يدور فيه كوكب حول نفسه مرة واحدة كل الف سنة من سنين الارض، والظاهر انه يوجد كوكب يدور مرة واحدة حول نفسه كل 65 مليون سنة من سنين الارض، فاتخذ الله دورة هذا الكوكب كوحدة زمنية لقياس الايام الستة التي خلق فيها السماوات والارض. وبهذه الفقرة نصل الى نهاية الموضوع.
موضوع آخر له علاقة:
|