| ||||||||||||||
النبي يوسف (صفنات فعنيح = مكينٌ أمين) تأليف: عيسى عبدالرحمن السركال
الشارقة، الامارات العربية المتحدة تاريخ النشر: 26 مايو 2025
![]() " "وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ « يذكر القران في سورة يوسف، من الاية 43 الى 54، ان ملك مصر رأى في المنام سبع
بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأُخَرَ يابسات، فطلب تفسير رؤياه..
أحد الحضور طلب الذهاب الى يوسف لتفسير الرؤيا، فذهب اليه السجن وقص عليه ما رأه
الملك، فقال يوسف، وباختصار شديد: انه ستأتيكم سبع سنين شداد يأكلن ما حصدتم فيما
مضى من سبع سنين.. بعد ذلك أمر الملك بإخراج يوسف من السجن والاتيان به الى قصره،
فلما كلمه قال انك اليوم لدينا « نفس هذه القصة التي ذكرها القران وردت أيضا في سفر التكوين، الاصحاح 41، من
الاية 1 الى 45، ولكن بدلا من "مكين أمين"، قال النص: « لم يجد مفسروا العهد القديم تفسيرا لهذا اللقب العجيب الغريب، فقالوا: طعام الحياة، قوت الارض، هذا الحي، كاشف الاسرار، مُفسر الاحلام، وغيرها من المعاني.. اقترح شامبليون معنى: الله يتكلم. عندما ننظر الى سياق النص في سفر التكوين نجد ان الموقف لا يسمح بأيٍ من هذه المعاني المقترحة.. الملك في هذه الايات يُعطي يوسف زمام الامور، ويجعله القائم على شئون الدولة، فمن المتوقع ان يسميه رئيس الوزراء مثلا، ولكن أن يُسميه مفسر الاحلام أو كاشف الاسرار، فهذه التسمية لا تتناسب أبدا مع الوظيفة التي استلمها. عرّفهُ المؤرخ اليهودي يوسيفوس بـ "كاشف الأسرار"، وفي النسخة السبعينية من الكتاب المقدس تمت ترجمة المصطلح الى "مخلص العالم" (الموسوعة اليهودية).. بالرغم من ان الترجمة السبعينية وضعت في الاسكندرية في القرن الثاني قبل الميلاد، إلا ان المعاصرين لم يتفقوا مع هذا المعنى، وذلك ان تاريخ الترجمة يعود الى فترة اللغة المصرية الحديثة، وهي فترة اختلفت فيها اللغة اختلافا كبيرا عن اللغة المصرية القديمة التي كانت مستخدمة في زمن النبي يوسف، ناهيك انه في القرن الثاني قبل الميلاد كانت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية في مصر، وجميع التعاملات في الدوائر الحكومية كانت تتم باليونانية، ولم تعد اللغة المصرية الهيروغليفية الا لغة المعابد، وتغيرت المسميات. الاسم مكتوب بالعبرية.. البحث فيما تم معرفته من الحروف المصرية القديمة ليس بالامر السهل. البحث في النطق ايضا صعب، لأن الحروف المصرية المكتوبة ليس فيها تشكيل أو حروف تضبط النطق، لذا فإن أي محاولة في إيجاد كلمات قريبة في التراث المصري لن تأتي بنتيجة صحيحة، لأن الكلمات تتشابه في النطق، ولكن المعاني تختلف، وهذا حاصل في جميع لغات العالم، ولا سبيل لمعرفة المعنى الصحيح إلا بإكتشاف أثر يعود تاريخه الى زمن الحدث. من المحتمل جدا ان المصطلح " لذا يبدو ان أقرب تفسير منطقي للمصطلح «
|