| ||||||
أوزيريس و أيزيس هما
عُزير وعُزّى، تأليف: عيسى عبدالرحمن السركال
الشارقة، الامارات العربية المتحدة تاريخ النشر: 26 سبتمبر 2018 (آخر تحديث: 12 مايو 2022)
أوزيريس و أيزيس = عُزير و عُزّى لا يوجد في التاريخ المعلوم ما يدل على ان اليهود اتخذوا شخصا اسمه عُزير ابنا لله.. "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ"، هذا التعبير يدل على ان جميع اليهود، او على الاقل أغلبهم، قالوا هذا الكلام، وليس فئة صغيرة.. مثلا يوجد الان من المسلمين من يأكل لحم الخنزير، فهل يجوز ان نعمم هذا الفعل على المسلمين كلهم ونقول ان المسلمين يأكلون الخزير؟ هذا القول يثير السخرية ويُعدُ جهلا بالاسلام والمسلمين، وعليه يجب الافتراض ان القران قصد الغالبية العظمى من اليهود. رأى بعض المسلمين ان اسم عُزير قريب من اسم الكاهن اليهودي عزرا، كاتب الاسفار التوراتية، فافترضوا انه هو الشخص المقصود. لا يوجد مصدر سبق القران يدعم هذه الفرضية.. مكتوب في بعض كتب التفسير ان الرجل الذي اماته الله 100 سنة ثم بعثه هو عزير، فإذا كان عزير هو الكاهن عزرا فإن عزرا ما عاش سوى اربعين سنة فقط، وهذه مشكلة حسابية تلغي النظرية من اساسها. قال الامام ابن حزم الاندلسي وهو يتحدث عن ملل اليهود ان فيهم ملة تقول ان عُزير
ابن الله: "وهم يقولون من بين سائر اليهود أن كلام ابن حزم يحتمل انه صحيح، ولكنه يتحدث عن ملة كانت موجودة في عصره، وتوفي ابن حزم سنة 456 هجري، وهذه اكثر من اربعة قرون بعد نزول القرآن، وإن وُجدت مثل هذه الملة اليهودية الشاذة، فمن اين اتت بالفكرة؟ الاحتمال البديهي من القرآن، والديانات تتأثر ببعضها، وما اكثر العقائد التي اعتنقها المسلمون ولم تكن جزءا من دينهم، ولو كانت هذه الفرقة موجودة في ايام النبي محمد أو التابعين لوجدنا لها اثرا في روايات التفسير. يوجد قبر في جنوب العراق يقال عنه قبر العزير.. هذا قبر مستحدث بعد الاسلام، مثل قبور الانبياء الاخرى، قبر النبي شعيب، موسى، اليسع، صالح، الخ، كل هذه القبور تخاريف مستحدثة بعد الاسلام.. يبدو ان المسلمين مرت عليهم فترة زمنية ظهرت فيها موضة اكتشاف قبور الشخصيات التي ذكرها القرآن، ومع الجهل المدقع الذي كان منتشرا في انحاء العالم الاسلامي آن ذاك، صدّق العوام تلك الاكتشافات المزعومة. الثور أبيس، شكل من
أشكال الاله أوزيريس (عُزير) فمن هو اذن عزير الذي قالت اليهود انه ابن الله؟ الاحتمال هو انه العجل الذي عبدوه بعد خروجهم من مصر، "وَإِذْ وَاعَدْنَا
مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ فكرة العجل اتى بها اليهود من مصر، فقد كانوا يعبدون العجل مع المصريين عندما كانوا في مصر.. هذا العجل في الديانة المصرية يُسمى أبيس (Apis)، ويُعتبر إله، وهو شكل من أشكال الاله أوزيريس، ولكن أوزيريس ليس الاله الاعظم خالق السماوات والارض ومن فيهن. إلههم الاعظم يُسمى رع، وهو الشمس. هذا الاله المسمى رع لديه ابناء وبنات، الابناء هم أوزيريس (عُزير)، واخوه سيت، والاخوات هن أيزيس (عُزى)، و نفتيس.
الاله أوزيريس (عُزير)
يرى عالم المصريات واليس بادج ، في الاقتباس اعلاه ، بناءا على النص الذي يتحدث عنه ، أن أوزايريس يُعتبر ابن رع، طبقا للبردية التي كتبها آني، وتسمى بردية آني، وهي أشهر البرديات المطبوعة. أخذ اليهود عُزير، على شكل ثور، من المصريين فجعلوه ابن الله، بدلا من ابن رع، "يضاهئون قول الذين كفروا من قبل". الاسماء المعروفة عن آلهة المصريين أسماء اغريقية. الاغريق يُضيفون حرف السين في
آخر الاسم، فمثلا الاسم أوزيريس بدون السين الاخيرة يكون أوزير. اخت أوزير وزوجته
تُسمى أيزيس، اخذها العرب من المصريين واسمها عُزى، وجعلوها ابنة الله، وهي التي
ذكرها القران في سورة النجم: "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ و
صور التماثيل في الاعلى عُثر عليها في البلدان المشار اليها تحت الصور.. العرب اخذوا هذه الالة من شعوب أخرى ولم تكن من اختراعهم.
اقتباس: "نعرف من بعض الوثائق المصرية - بردية أوكسيرينخوس من القرن
الثاني الميلادي ، ولكن مستقاة من مصادر سابقة - أن عبادة إيزيس كانت
راسخة جدا في البتراء.. في الواقع ، تم الحديث عنها كحامية للمدينة ،
وقد رأيناها في هذا الدور في الشكل المركب الذي على واجهة الخزنة [اسم
موقع اثري] -- العزى--أيزيس--أفرودايت
[آلهة رومانية]--تايش [آلهة اغريقية] يمكن تحديد هويتها بشخصية أيزيس
التي صفتها زوجين من القرون يطوقان قرص الشمس وسنابل القمح على احد
الجانبين"
المصدر: البتراء والمملكة المفقودة للانباط، ص 130، تأليف: جين تايلر
Jane Taylor, Petra and the Lost Kingdom of the Nabataeans, p.130 كانت أيزيس هي المعبودة الرئيسية في مدينة البتراء.. الانباط عرب اتوا من سيناء وأنشأوا مملكة على اجزاء من الشام والعراق والجزيرة العربية، بالاضافة الى سيناء والنقب، من القرن الرابع قبل الميلاد الى القرن الثاني الميلادي، وعاصمتها البتراء، مدينة تقع في الاردن حاليا، وفي البتراء لايوجد الاسم الاغريقي أيزيس، وإنما اسم العُزّى، وبيت العُزّى، وصفات أيزيس. ومثلما يضيف الاغريق حرف السين على آخر الاسم، يضيف العرب لام التعريف على اول الاسم، وبعد حذف الحروف المضافة، نجد ان اسمها المصري الاصلي عُزّى. ومثلما قال العرب ان العُزى ابنة الله، قال اليهود عُزيرٌ ابن الله، يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، يضاهئون قول المصريين. اسم الالهة العُزّى التي عبدتها قريش ليس مشتقا من الكلمة العربية العِزة ، الالهة مصرية الاصل والاسم مصري. اسم مناة ايضا ليس مشتقا من المنايا (الموت)، وانما من مناتا، وهو اسم بابلي، ومناتا اصلها بابلي. هُبل اخذه العرب من البابليين، والبابليين اخذوه من الفينيقيين، وهو الاله بعل. أمّا اللات فقد كانت عبادتها منتشرة في الشرق الاوسط ، في الشام والعراق والجزيرة العربية، ويسميها الفينيقيين اللاتو. الديانة المصرية القديمة ضاعت، ومفاهيمها لا تزال ضبابية ومشوشة جدا، والاسماء المتداولة حاليا لآلهتها اسماء اغريقية، واللفظ المصري ضاع، وما تقرأه عن الديانة ليس دقيقا، والكلمات الهيروغليفية ليس فيها حروف علة وعلامات تشكيل تضبط النطق، ولهذا السبب لا يمكن ان يتفق الجميع على لفظ واحد، واستنادا للموسوعة الحرة ويكيبيديا فقد وصلت احتمالات نطق اسم أوزيريس الى عشرة:
Egyptologists have vocalized the name in various ways as:
1. Asar, 2. Yasar, 3. Aser, 4. Asaru, 5. Ausar, 6. Ausir, 7. Wesir, 8. Usir, 9. Usire or 10. Ausare https://en.wikipedia.org/wiki/Osiris
newworldencyclopedia.org/... يقول التقرير ان النطق الحقيقي لاسم ايزيس يبقى غير مؤكد، ولكن بناءا على دراسات حديثة وشواهد من لغات معاصرة ومن اللهجة القبطية فإن اسمها التقريبي هو هذا (ooh-saht)، وفي السطر المعلم بالازرق في اسفل الصورة يقول ان التاء الاخيرة تدل على المؤنث وتسقط من النطق، واذا اسقطناها سنجد هذا: (ooh-sah)، حرف السين الموجود في الاسم يمكن ان يأخذ لفظ زاء.. هؤلاء اجانب لا يوجد حرف العين في لغتهم، ومن غير ان يأخذوا اسم العزى في الاعتبار، توصلوا الى هذا الاسم التقريبي، أووسا.
شكل آخر لإسم أيزيس نجده في قاموس واليس بدج، المجلد الاول، ص 25، وهو الظاهر في الصورة، وفيه نجد ان الاسم فيه شكلين، وهما متعادلان، هكذا: هذا الحرف يُلفظ (Z) ، وعليه فإن اللفظ التقريبي (أووسا) يمكن أن نقرأه (أووزا).
= عُزير -- الرجل الجالس رمز إله، شكل العين يُلفظ (ír)، الكرسي هو نفس الحرف الاول في اسم عُزى، يعادل حرفين (ع ز)، والاسم على بعضه يمكن لفظه عُزير. الجدول التالي هو نفس الجدول الذي رأينا في فقرة سابقة. لاحظ الاسماء (6، 7، 8، 9)، الحروف (ir) هي شكل العين . الاسماء الاخرى اختلفت بسبب ان المترجمين يضيفون حروف هجائية من عندهم لما يتصورون انه الانسب نطقا.
Egyptologists have vocalized the name in various ways as:
1. Asar, 2. Yasar, 3. Aser, 4. Asaru, 5. Ausar, 6. Ausir, 7. Wesir, 8. Usir, 9. Usire or 10. Ausare https://en.wikipedia.org/wiki/Osiris اسم عُزير بالحروف الهيروغليفية على الرابط التالي: عرب الانباط اصلهم من سيناء، اخذوا الهتهم من المصريين، وظلوا على علاقة وثيقة بالمصريين حتى بعد ان اسسوا مملكتهم، ولا يوجد سبب ان يغيروا لفظ الحروف، ولو كان اسمها است، لقرؤه است، ولو كان أووسا لقرؤه كذلك، كل الاحتمالات الموجودة لإسمها يستطيع العرب نطقها بسهولة، ولكن قرؤه عُزّى، فلابد انه اسمها كما نطقه المصريون، واذا اخذنا الحروف المشتركة بين اسمها واسم أوزير، وهو هذا الحرف الذي يعادل حرفين، نجد ان اسمه عُزير. النبي يوسف تزوج ابنة كاهن أون، بوطي فارع، وانجب منها طفلين (تكوين 46: 20)، أون هي مدينة الشمس، وكان فيها اكبر معابد الشمس في مصر، والنبي يوسف تزوج ابنة كبير الكهنة في معبد الشمس، وهذه كانت البداية، وبعد ذلك اختلط الحابل بالنابل وتداخلت المعتقدات. ديانات الاقليات وعاداتهم تتلاشى سريعا اذا دخلت الاقليات في محيط يختلف عنها، ويحاولون تقليد الاغلبية في كل شيئ، وخاصة اذا كانت الاغلبية متفوقة في مجالات الحياة، والضعيف يقلد القوي، وهذا ما حدث لليهود عندما كانوا في مصر، وبعد ان غادروا مصر، اخذوا معتقداتهم معهم، ولمّا ذهب موسى الى ميقات ربه، أضلهم السامري واعادهم الى عبادة عُزير، في صورة عجل، ولكن بدلا من ان يكون ابن رع، جعلوه ابن الله.
الاسم الهيروغليفي في الصورة اعلاه هو نفس الاسم الذي رأينا في فقرة سابقة. صورة الثور من الرابط التالي: الشكل الموجود تحت الاسم هو شعار أوزيريس، عمود أوزيريس (Djed of Osiris). رمزية هذا العمود لا تزال غير معروفة.. الصور والفقرات التالية تتحدث عن العمود وارتباطه بـ أوزيريس.
الصورة في الاعلى من اليمين فيها يدي أوزيريس (عُزير) خارجتان من العمود ترفع شمس الصباح (الاله رع)، روح الشمس وليس القرص، تُخرجها من تحت الارض. المرأة على يسار العمود أيزيس (عُزى)، تعرفها من شعارها الذي فوق الرأس ، والاخرى اختها نفتيس، وتعرفها ايضا من شعارها ، اخوات عُزير، ولكن عُزى زوجته ايضا، وابوهم رع، الشمس الاله، وأمهم آلهة السماء نوت (Nut)، ولديهم آخ آخر اسمه سيت، وهو شرير. الصورة على اليسار يقف فيها عُزير وبجانبه العمود
. المرأة
الواقفة امامه هي الملكة نفرتاري (Nefertari)، احدى زوجات رمسيس الثاني، الملك الذي
يُعتقد انه فرعون موسى.. نفرتاري في هذا المشهد ميتة. عادت الى شبابها بعد الموت.
وهي الان في ارض الموتى تقابل عُزير، مُعطي الحياة الابدية لكل من آمن به. رمسيس الثاني (فرعون
موسى)
"فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ"
الصورتين في الاعلى تجد فيهما ايضا اسم عُزير .. الاسم في الصورة على اليسار يُقرأ من الاعلى الى الاسفل، كالصورة التي رأينا في فقرة سابقة. عندما يُصورنه على شكل ثور، ليس معنى هذا انه هو بنفسه ثور، وإنما فيه صفات
مميزة لا توجد الا في الثور فقط. كذلك الالهة الاخرى يصورونها على اشكال حيوانات،
وايضا لا يعني ذلك انها تشبه الحيوانات، ولكن فيها صفات لا توجد الا في تلك
الحيوانات فقط.
أوزيريس في معبده على جبل الموتى
أوزيريس يُعتبر اسطورة، لا يمكن لبشر ان يكون بالمواصفات التي يعطيها له المصريون، ولكن بما ان القرآن اشار اليه كشخص حقيقي، فلابد انه في الاصل كان كذلك، وكان شخصا جيدا، والمصريون احبوه حبا جما، وعندما مات حزنوا عليه حزنا شديدا، غير مصدقين بموته، وبدأوا يؤلفون حوله القصص، وينشؤون له الاساطير، وانه قام من الموت، وهذا يقول رآه في سفينة، وآخر رآه تحت شجرة، وغيره رآه في قرص الشمس، وكلها أوهام، وشيئا شيئا تكثر الحكايات، وتتحول الى معتقدات، الى ان اصبح إلها يُعبدْ.. وبهذه الفقرة نأتي الى نهاية الموضوع.
|