| حقائق خفية في القرآن والتاريخ |
حقيقــــــة خفيــــــة
شبهة: أنى يكونُ له ولدٌ ولم تكن له صاحبه
آخر تحديث: 28 نوفمبر 2021
يقول المعترض: كيف يحتكم إلهكم الى منطق البشر ويجعل الصاحبة سببا للولد، وقد انكر
على مريم ابنة عمران حجتها عندما قالت آنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر، قال كذلك
الله يخلق ما يشاء اذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون.. نحن معشر البشر نحتاج الى
طريقة طبيعية لانتاج الولد، أما انت تقول للشئ كن فيكون، فكيف تعود الى منطق البشر
وتعلل الولد بالصاحبه، ألم تجد طريقة اخرى سببا للولد سوى الصاحبه.
جواب: عادة ما يقوم الانسان بمقارنة ما يقرأ او يسمع بالاشياء الراسخة في ذهنه، فعندما يقرأ النص (أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبه) يقوم بربط هذه الجملة بالديانة المسيحية وقولهم ان المسيح ابن الله.. الاية لا علاقة لها بالمسيح ابن مريم.
القرآن يفسر بعضه:
| سورة البقرة | |
| 100 - | وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ |
| 101 - | بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ |
| سورة الجن | |
| 1 - | قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ
اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ |
| 2 - | يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا |
| 3 - | وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا
مَا اتَّخَذَ |
| 4 - | وَأَنَّهُۥ كَانَ یَقُولُ سَفِیهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطًا |
اذا نظرنا للاية من سورة البقرة نجد فيها حرف الواو تكرر ثلاث مرات:
ولم تكن له صاحبة
وخلق كل شيئ
وهو بكل شيئ عليم
حرف الواو في اللغة العربية حرف عطف يفيد المشاركة ولا يفيد الترتيب، فلو قالت الاية مثلا: (أنى يكون له ولد، وخلق كل شيئ، وهو بكل شيئ عليم، ولم تكن له صاحبة) هذه الجملة صحيحة وتعادل الاية القرآنية بالضبط، في هذه الحالة لن تبدو الصاحبة سببا للولد، وانما نفي وجودها.
الاية التي قبلها فيها اشارة الى الجن: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ
شُرَكَاءَ الْجِنَّ)
الجن هم الذين قالوا ان لله صاحبة.. ما يقابل الاية من سورة البقرة هو ما ذكرته
سورة الجن: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ
صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا)
نفس المفردات مستخدمة في كلا الايتين، صاحبة وولدا، وهذه هي حلقة الوصل.
إذن ذكر الصاحبة في الاية لم يكن علة للولد، وانما نفي وجودها.. زعم بعض الجن ان لله صاحبة، فوجب النفي.. اذا لم يأتي النفي سيبقى الاحتمال موجود، والكثير من الخلق لديهم صاحبة (زوجة) ولكن بدون ابناء.. بالمعنى البسيط جدا: افترض ان شخصا زعم ان لديك زوجة وابناء، فقلتَ انه ليس لديك ابناء. هذا يعني انك تنفي الابناء فقط، ولا تعترض على انك متزوج. ولكن اذا اردت ان تنفي الزوجة والابناء، فيجب ان تنفي المزاعم كلها، الزوجة والابناء.
في سورة الجن، قال الجن المؤمنين أنه تعالى جَدُّ ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا.. "الجَدُّ، بِفَتْحِ الجِيمِ: العَظَمَةُ والجَلالُ" (تفسير ابن عاشور). احتكم هؤلاء الجن المؤمنين للمنطق السليم ونفوا عن الله الزوجة والابناء.. ولكن سفيهم الذي يقول على الله شططا لا يحتكم للمنطق، لذا على صاحب الشأن، الله سبحانه وتعالى، ان ينفي ذلك تصريحا لا ريب فيه.
في سورة مريم: "قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا" -- فاذا قالت الاية: لم أك بغيا ولم يمسسني بشر، فهل سيتغير المعنى؟ لا، الواو حرف عطف.
وفي سورة آل عمران: "قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ" ، واذا قالت الاية: وقد بلغني الكبر وكانت امرأتي عاقرا، فلن يتغير المعنى، كل هذه اسباب تمنع الانجاب.
ولكن في الاية قيد النقاش اذا غيرنا موقع العبارات سيبدو المعنى مختلفا، والا فما دخل انجاب الولد بهذه العبارات: (وخلق كل شيئ) ، (وهو بكل شيئ عليم)، هل هي اساب تمنع الانجاب؟
بمقارنة مفرادات الاية، وبالاشارت الموجودة في الاية التي قبلها، ووجود حرف العطف (حرف الواو) وهو حرف عطف لا يفيد الترتيب، نجد ان مصطلح الصاحبة لم يكن الا نفي وجودها لمن زعم ان لله صاحبة، وليس سببا للولد.
"بديع السماوات والارض أنى يكون له ولد" -- الذي ابدع خلق السماوات والارض محال ان يكون له ولد.. ولم تكن له صاحبة ايضا، وخلق كل شيئ ، وهو بكل شيئ عليم.
"وخرقوا له بنين وبنات" -- خرقوا تعني قالوا قولا أخرق.. بنين وبنات هم المشار اليه في الاية التي تليها بمصطلح الولد، أي ان كلمة ولد لا تعني ولد واحد فقط ، مثال: "أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا" ، فهل هو يقصد ولد واحد فقط ، كلمة ولد في القران تعني الذرية، بنين وبنات، واذا كانت الذرية تتكون من ولد واحد فهو اذن واحد فقط.
الحرف الواحد في القران يقلب المعنى 180 درجة، لسان عربي مبين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
 |
الصفحة الرئيسية |  |