Start of Body

منطق الطير: وسيلة استخدمها النبي سليمان للتفاهم مع الطيور والحشرات

Script:PrintURL

Script:DoSizeImageFirst

يخبرنا القرآن الكريم ان النبي سليمان كان يعرف ما تقوله النملة ويخاطب الطير، وكان له مع الهدد حوار وجدال. أمّا مع النمل فقد كانت النملة تعرف سليمان وتعرف اسمه! والاغرب من ذلك ان هذه الاشياء حدثت بشكل طبيعي، ومن غير معجزات!

إذا لم يصرح القرآن بأن ما حدث آية أو معجزة، فلماذا نفترض الاستثناء؟ هل لأننا لا نعرف الطريقة؟ الطبيب لا يعرف عمل الميكانيك، فهل عليه ان يفترض ان مايقوم به الميكانيكي معجزة؟

لم يكن هدهد سليمان يتكلم بلسانه، ولكن النبي سليمان كان يعرف منطق الطير.

"وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ" (النمل 16)

تقول الاية "عُلمنا" فهل المعجزة شيئ يمكن ان تتعلمه؟ هذا الشيئ الذي اسمه «منطق الطير» لم يكن معجزة، وإنما علم تعلمه سليمان.

"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ..." (النمل 18)

هل ذكرت الاية ان سليمان سمع النملة، أم انها "قالت"، وعرف سليمان قولها بطريقة ما؟

وإذا لم يكن قد سمعها، فكيف عرف ما قالته؟

النمل، وجميع الحشرات والزواحف، تتواصل بالغازات والروائح. تصدر روائح بخصائص كيميائية معينة لتتفاهم مع بعضها. كما ان لديها حاسة شم قوية جدا تستغلها في الاستدلال على الطعام، ولمعرفة مسكنها والمجموعة التي تنتمي إليها. بعض الطيور ايضا، وربما كلها، تتواصل بالروائح ولديها حاسة شم قوية جدا. واستنادا على ما عُرف عن الطيور والحشرات، ولأن سليمان كان يتواصل مع الطير بالعلم، وليس بالمعجزات، ولأن سليمان تعلم منطق الطير وليس منطق النمل، فالطير هو الذي اخبر سليمان بحديث النملة.

كانت الفكرة الشائعة عن الحمام الزاجل هو انه يستدل على موقعه بتحديد اتجاهات المجال المغناطيسي، في القطب الشمالي والجنوبي. ولكن توجد تجارب أظهرت انه يستدل على موقعه عن طريق الروائح الموجودة في الجو. بما يعني انه قادر على التواصل بالروائح، مثل النمل. وعندما قام بعض المختصين في علم الطيور بإضعاف حاسة الشم في الحمام الزاجل، حصل له تشويش.

اقتباس: "الحمام الزاجل، مثل غيره من الطيور، يعتبرون ملاحيين استثنائيين، ولكن كيف يقدرون على تحديد الطريق الى مساكنهم، مسألة لا تزال قيد النقاش... ورقة جديدة تُقدم شواهد على ان المعلومات التي يستخدمها الحمام كخارطه، موجودة في الجو، الروائح والرياح تسمح لهم بإيجاد طريقهم الى بيوتهم."

"Homing pigeons, like other birds, are extraordinary navigators, but how they manage to find their way back to their lofts is still debated... A new paper provides evidence that the information pigeons use as a map is in fact available in the atmosphere: odors and winds allow them to find their way home." http://www.sciencedaily.com

اقتباس: "الحمام الزاجل يحدث له تشويش عندما يتم اضعاف حاسة الشم لديه."

"homing pigeons get disoriented when their sense of smell is impaired" http://www.egu.eu/news

على ضوء هذه الدراسات نجد قاعدة مشتركة بين النمل والطيور (التواصل بواسطة الروائح).

اذا عدنا الان الى التفسير المأثور نجد بعض المتقدمين يفترضون ان النمل المقصود هو من النوع الذي يطير، وهذا هو المنطق السليم، لأن النبي سليمان تعلم منطق الطير، وليس منطق النمل، وبناءا على ما توفر لهم من معلومات في تلك العصور الغابرة افترضوا النمل الطيار، اقتباس: "قال قتادة والشعبي : إنما هذا الأمر في الطير خاصة ، لقوله : علمنا منطق الطير، والنملة طائر إذ قد يوجد له أجنحة . قال الشعبي : وكذلك كانت هذه النملة ذات جناحين" (تفسير القرطبي)

ولكن النمل حشرة وليس طير، ولابد ان يتفق التفسير مع النص الحرفي للقرآن.. وبما ان القرآن لم يقل ان سليمان سمع النملة، ولكن قالت نملة، ومسألة انها "قالت" لا يعني بالضرورة انه سمعها أو فهم قولها مباشرة، وعليه فإن الطير قام بترجمة حديث النملة.

"ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده" -- وهل كانت النملة تعرف سليمان شخصيا، وتعرف اسمه؟

لا يستغرب البعض عندما يرى بهيمة عنده في البيت ان تعرفه وتستلطفه اكثر من غيره، فلما الاستغراب في معرفة النملة لسيلمان؟ هل لأنها صغيرة الحجم فقط؟

ليس كل النمل بنفس الذكاء -- والظاهر ان تلك المجموعة من النمل كانت من النوع الذكي جدا، وعرف النبي سليمان بالاسم. وطبعا النمل لا يسمع، والطير هو الذي اخبره بإسم سليمان، بواسطة الروائح.

"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ" -- وفي هذه إشارة الى أن المقصود هو فصيلة معينة من النمل، وهذا النوع من النمل يعيش في وادي.

بعض انواع الكلاب ذكية -- فإذا اعطيت الكلب اسم، وكل مرة تناديه بنفس الاسم، بعد ذلك سوف يأتي الكلب باتجاه الشخص المنادي، حتى وإن لم يكن صاحبه! المعلومة الاكيدة هنا هي ان الكلب استطاع تمييز الكلمات واستجاب للنداء. فلما لا يكون الحاصل هو ان الكلب عرف اسمه؟

أظهرت دراسات على الكلاب ان الكلب "العادي" بإمكانه ان يتعلم حوالي (165) كلمة مختلفة، ويمكن أن يتعلم أكثر إذا حرصت على تعليمه. وهذا الكلب العادي، فما بالك بالكلاب الذكية.

"Studies show that the average dog can understand about  165  different words, in some cases more if you make a point of training them."
http://www.animalplanet.com/pets

مقطع فيديو على رابط يوتيوب في الاسفل فيه كلب ذكي، ليس فقط يعرف كلمات متفرقة مثل الكلب العادي، وإنما يفهم عبارات، كما يُجيد أيضا بعض العلميات الحسابية، فإذا سألوه مثلا عن (2 × 3)، يقوم الكلب بضرب رجله على الطاولة ستة مرات، (2 × 4) يضرب الطاولة ثمان مرات.

وبعد ان علمنا ان الكلب العادي يمكن ان يتعلم (165) كلمة مختلفة، ومن بينها اسماء الاشخاص، فما هو الغريب في النملة اذا كانت تعرف سليمان وتعرف اسمه؟ وربما بعض انواع النمل أذكى من الكلاب. ولو كان الذكاء يعتمد على حجم الرأس، لكان الفيل أذكى من الانسان!
 

تمكنت إمرأة مختصة في علم طيور من تدريب ببغاء أفريقي، أطلقت عليه إسم أليكس، من تعليمه أكثر من (100) كلمة، نطقا ومعنى، وعبارات، وتمييز الاشكال (خمسين شكل مختلف)، والالوان، والحساب والأرقام. وإذا اعطوه لون (أحمر مثلا) وسألوه عن اللون يجواب صح. كما تعلم أيضا تمييز الكميات: أكبر، أصغر. والوضع: فوق، تحت. وتعلم أسماء الفواكه والخضار، فإذا اراد ان يأكل موز مثلا، يقول أريد موز. ولأنه كان ذكيا جدا مقارنة بغيره من الببغوات، أطلقوا عليه لقب إينشتاين. مات الببغاء أليكس وهو في عمر (31) سنة، واذاعت خبر موته محطة (سي ان ان). يوجد له أكثر من فيديو على يوتيوب، والتالي أحدها:

 

الفيديو المرفق من حلقة للدكتور مصطفى محمود عن رجل بسيط يعيش في الارياف ، يجمع العسل ، استطاع التفاهم مع عصفورة وكانت ترشده للاماكن التي فيها خلايا النحل.

بعكس القصص في الفقرات السابقة، في هذه القصة الانسان هو الذي تعلم منطق الطير، وهذا اقرب شيئا لما تعلمه النبي سليمان، "عُلمنا منطق الطير" ، وبواسطة الطير يستطيع الانسان التفاهم مع ، أو معرفة أحوال ، الحيوانات والحشرات.

"وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلّا أمم أمثالكم، ما فرّطنا في الكتاب من شيء، ثمّ إلى ربّهم يحشرون" (الانعام 38) -- "ثم الى ربهم يُحشرون" يعني ان هذه الدواب لها حساب يوم القيامة ، "واذا الوحوش حُشرت" ، "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".

 

 

End of Body