| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
انقراض المخلوقات وانقراض
الانسان وتكرار الحياة، تأليف: عيسى عبدالرحمن السركال
الشارقة، الامارات العربية المتحدة تاريخ النشر: 4 اكتوبر 2016 (آخر تحديث: 24 فبراير 2022)
"ربّنا أمتّنا
"قالوا أتجعلُ فيها مَن يُفسدُ فيها ويَسفكُ الدّماءَ؟" -- وهل كان الملائكة سيقولون هذا الكلام إن لم يكن قد رأوه وشاهدوا أفعاله؟ "ولقد علمتم
سوف
نرى في هذا التقرير ان الانسان كان يعيش على الارض ثم انقرض (انقرض كليا
ولم يبقى منه فرد واحد). حدث الانقراض في العصر الجليدي عندما بلغ الجليد
ذروته قبل 20 الف سنة تقريبا، وبعد تراجع الجليد، عاد الى الحياة مرة أخرى
من نسل آدم، قبل ما يقارب 10 الى 15 الف سنة، بنفس الشكل والصورة والمكونات
البدنية. كان الانسان في حياته الاولى جاهل عديم الذكاء، ويعيش على الغريسة
مثل البهائم دون تفكير. سنبدأ أولا بمعلومات عامة، ثم بمراجعة بعض آيات
القرآن المتعلقة بالموضوع، يتبعها بعد ذلك شواهد مادية دالة على انقراض
الانسان وعودته.
مقدمة ومعلومات عامة طبقا لنظرية التطور، الطيور
والعصافير والدجاج أصلها ديناصورات
كواگا (quagga) حيوان يشبه الحمار
الوحشي جزئيا، كان يعيش في أفريقيا، انقرض في القرن التاسع عشر
نمر تسمانيا (tasmanian tiger)،
انقرض قبل 80 سنة، آخر واحد على قيد الحياة مات في حديقة حيوان
هوبارت في استراليا سنة 1936
https://goo.gl/yWqZB5 "أولم يروا كيف يُبدئُ اللّهُ الخلقَ ثمّ يُعيده" -- أظهرت الاكتشافات ان في الارض كانت تعيش مخلوقات مثل الديناصورات وغيرها ثم انقرضت. وظهرت بدلا منها مخلوقات جديدة. وتوالت الانقراضات وظهور المخلوقات. استدل الناس على هذه الظاهرة من هياكل قديمة لكائنات حية لم يعد لها وجود. وبناءا على هذه الشواهد المادية الدالة على الانقراض قال علماء الطبيعة المناصرون لنظرية التطور ان الديناصور تحول الى طير.. نظرية مبنية على بعض الشبه بين الديناصورات والطيور، وأيضا لأن الديناصور يبيض والطير يبيض. وعلى هذا القول فإن الديناصورات لا يمكن ان تعود الى الوجود ابدا، لأن امرهم انتهى واصبحوا طيور. ولا تزال الكائنات الحية تنقرض حتى في الوقت الحاضر، ولا يبدو
ان المنقرضة تتطور. فمثلا الحيوان كواجا في الصورة المقابلة انقرض
في القرن 19 ولم يتطور من فصيلته شيئ، وهناك الكثير من الطيور
انقرضت ولم تنتج طيور متطورة، وبناءا على هذه المشاهدات افترضوا ان
المخلوقات المنقرضة ليس بالضرورة ان تتطور منها مخلوقات جديدة اذا
لم تجد البيئة الملائمة. يرى بعض الخبراء ان الانسان يتسبب في انقراض الحيوانات في وقت اسرع من الفترة التي تسمح لها بالتطور، ولهذا السبب لا تنتج حيوانات جديدة متطورة في الوقت الحاضر.
وهناك العشرات من الكائنات الحية يتم اكتشافها سنويا، ولكن الناس لا يعلمون ان كانت جديدة أو انهم فقط يرونها لأول مرة. هذا باختصار ما تقوله النظريات العلمية فيما يخص الانقراضات. لم يأتي أحد من الزمن الغابر ليخبر العالم اليوم عن احداث الماضي، ولكن توجد آثار تدل على أشياء انعدمت من الوجود، وكما يقال: البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير، ثم يأتي من يحاول فهم الاثر ودلالته، هذه المحاولات تسمى فى العرف الحديث "نظريات"، وهي آراء يمكن ان تصح أو تخطئ، وخطأها لا يعني ابدا خطأ الاثر، وإنما خطأ النظرية فقط. وفي هذا المقال نحاول الاستفادة من الاثار لتفسير بعض نصوص القرآن، ومن غير تحيز الى اي نظرية، وفي الحقيقة نرى ان كل النظريات السائدة غير صحيحة. وهناك نظريات لم تبنى على مواد عينية، وإنما هي مجرد تصورات وتخيلات، وهذه كلها لا يُعتد بها، وجودها وعدمه سواء. القرآن ليس فيه نظريات، وإنما هو قول فصل، ولكن التفسير يمكن أن يكون نظرية. نحاول فهمه مثلما هو مكتوب بالضبط، ولا نعتقد ان المكتوب شيئ والمقصود شيئ ثاني. الكلام على ظاهره بلسان عربي مبين، ولكن هذا اللسان العربي المبين في كثير من الاحيان فيه غموض شديد، بحيث انك لا تستطيع معرفة القصد منه من غير شواهد خارجيه. فمثلا اذا قرأت في القرآن "كلُ نفسٍ ذائقةُ الموت" لا تحتاج الى تفسير لفهم الاية، ولن تجد احد يقول ان المقصود ليس هو الموت الذي تعرفه، وربما اتهموك بالجنون اذا قلت غير ذلك، ولكن عندما تقرأ "كنتم أمواتا فأحياكم" ستسأل: متى كنّا أمواتا؟ فإذا لم تجد توضيح في القرآن، ولم تجد شواهد خارجية تدل على هذا المعنى، ربما تحاول الالتفاف على النص الواضح الصريح وتفسره على غير معناه الظاهر. الالتفاف على ظاهر الكلام ليس بالمحاولة الصعبة على أي حال. يزعم بعض "الجهلة" ان القرآن اتى بمفاهيم وعلوم عصره. هذا القول لا يتفق مع ما نراه في اختلاف التفسير وتباين آراء المفسرين القدماء على الاية الواحدة. فلو كان ما في القرآن معلوم لديهم لما اختلفت اقوالهم، وهم أقرب عهدا للقرآن منّا. وبالاضافة الى الاراء المتباينة في التفسير، فإن القرآن يصرح في اكثر من آية بأن فيه معلومات مستقبلية لا يعلمها من عاصر نزول القرآن: "لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون"، "ولتعلمن نبأه بعد حين"، "سأريكم آياتي فلا تستعجلون"، "سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق [أي ان القران حق]، أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد" ألا يكفيك ان ترى الله شاهدا على كل شيئ منذ الازل، بما فيها الافاق وانفسكم -- فإذا اتى من يقول برأي جديد، فهذا هو المتوقع، أمّا الاستقرار على ما قد سبق وقيل، فهذا شذوذ عن القاعدة التي نص عليها القرآن. وهناك من يقول لو اراد الله لنا معرفة اكثر من الموجود في القرآن لأخبرنا! حاول المتقدمون فهم القرآن على قدر استطاعتهم، فسألوا اليهود عن انبياء بني اسرائيل، وسألوا غيرهم عن عاد وثمود، وبحث بعضهم في الرياضيات والفلسفة وحاول اسقاط ما تعلمه على آيات القرآن بقدر ما وجده ملائما، وذهب المسعودي يبحث عن سفينة نوح، وذهب آخرون يبحثون عن ردم ذو القرنين، ولا يوجد شيئ اسمه لو اراد الله معرفة اكثر من الموجود في القرآن لأخبرنا، وإنما هي محاولات واجتهادات تخطئ وتصيب. ولو اكتفيت بالموجود فقط لما فهمت اكثر من 10 بالميه من القرآن.
الصورة في الاعلى تلخص الفكرة العامة عن نشأة الانسان طبقا للتصورات التي تطرحها نظرية التطور. وضعنا علامة (X) على الاشكال التي لا يقوم على صحتها دليل مادي، وهذه تُسمى (الحلقة المفقودة)، وهي لا تزال الى الان مفقودة. توجد أحافير بشرية يعود عمرها "المفترض" الى 500 الف سنة أو أكثر. من ناحية أخرى أظهرت الاثار القديمة ان حضارة الانسان لم تبدأ إلا قبل 10 آلاف سنة فقط ، والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه، لماذا لم تظهر أي حضارة للانسان قبل هذه الفترة؟ ما هو السبب في هذا التغير المفاجئ؟ التفسير السائد هو انه استلهم الحضارة بعد أن بدأ الزراعة! ولكن كيف استلهم الزراعة بعد تحجر وجمود دام 500 ألف سنة؟ سؤال احتار فيه أهل الاختصاص ولم يجدوا له جوابا اطلاقا، ولا حتى حلقة مفقوده يبحثوا فيها! فهل الانسان قبل الزراعة هو نفس الانسان بعدها؟ نعم هو نفسه، ولكن بعد فناء من الوجود، ثم عودة اليه بعلم جديد.. كنتم أمواتا فأحياكم. وهل يمكن ان نسمي هذا تناسخ اروح؟ اذا كان الله اعادك للوجود بلحمك ودمك فلا يمكن ان يكون هذا تناسخ ارواح، وإلا فإن البعث يوم القيامة تناسخ ارواح! تتناسخ في نفسك؟ كانت تلك النشأة الاولى، وهذه الثانية، ويوم القيامة النشأة الآخرة. "هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه الايات المحكمات في موضوعنا هي اربع آيات (سنراها لاحقا) تتحدث عن موت الانسان قبل حياته الحالية، وسنعتمد على هذه الايات المحكمات لتفسير آيات غامضة عن قصة آدم عليه الصلاة والسلام، وآيات أخرى عن البعث والنشور يوم القيامة.
آيات قرآنية عن انقراض المخلوقات وعن قصة آدم " الخلق وإعادة تدويره (recycle) معلومة موجودة في القرآن بصريح العبارة، وفي اكثر من آية، "يبدئ الخلق ثم يُعيده". حتى ان بعض المفسرين القدماء الذين لم يعلموا شيئا عن الانقراضات في الارض فهموا الاية على هذا النحو، ولكنهم لم يعلموا بالكيفية.. وفي تفسير الاية "ثم يعيده" قال الطبري: "ثم هو يعيده من بعد فنائه وبلاه، كما بدأه أول مرة خلقا جديدا، لا يتعذر عليه ذلك"، وفي الطبري ايضا عن قتادة بن دعامة (وهو تابعي) في قوله تعالى "ثم يعيده" قال "بالبعث بعد الموت"، أي يعيده بعد الانقراض، والانقراض مصطلح حديث يعني تلاشي فصيلة أو أكثر من المخلوقات من الوجود بواسطة الموت. والاية تقول "أولم يروا"، المفسرين القدماء لم يروا، لذا لم تكن الصورة واضحة لديهم، ولم يكن بمقدورهم ان يتخيلوا كيفية حدوثه، ولكننا بدأنا نرى شيئا من ذلك، وبهذه الرؤية الجزئية يمكننا ان نأتي بنتيجة أفضل، ونبني عليها استنتاجات أخرى ليس بإمكان من لم يعلم بالانقراضات ان يأتي بها، وكذلك ليس بإمكان من لم يعلم بما في القرآن أن يأتي بها. الانقراض البرمي الترياسي
(permian triassic) قبل 250 مليون سنة مات فيه أكثر من 95
بالميه من المخلوقات على الارض، وربما كل المخلوقات، ويُسمى
الموت العظيم (great dying)، حيث غطت البراكين كافة انحاء
العالم، عرف العلماء ذلك من تاريخ الرماد البركاني المنتشر على
كل الارض. كان هذا الحدث أسوأ وأطول كارثة تضرب الارض على
الاطلاق، أخذت الارض 30 مليون سنة حتى تعافت واستعادت الحياة،
ولكن الكائنات الحية التي ظهرت بعد الانقراض كانت اكثر من التي
انقرضت. هذا الانقراض أسوأ بكثير من الانقراض الذي قضى على
الديناصورات قبل 65 مليون سنة.
استخدام افعال المضارع "يُبدئ، يُعيده" يدل على انها عملية لا تزال مستمرة، ولكن الانسان لا يلاحظها ولا يملك وسائل رصدها. وترى الان المنظمات التي تهتم برعاية الحيوان تناشد حكومات العالم بالمحافظة على انواع معينة من الحيوانات خشية انقراضها، ولكنها سنة الله ان تنقرض المخلوقات، وتبدأ مخلوقات أخرى مشوار الحياة، ثم تعود التي انقرضت بعد آلاف السنين "ثم يعيده"، بصورة مختلفة عن التي كانت عليها، أو بنفس الصورة ولكن بحجم أصغر أو أكبر، أو تعود كما كانت بالضبط ، الايات القرآنية تشمل كل هذه المعاني، فلا نسنثني منها شيئ، وليس من المستبعد على الاطلاق ان يعود الديناصور مثلا، أو غيره من الحيوانات المنقرضة، في المستقبل، بلحمه ودمه وكما كان بالضبط. التالي آيات لها نفس المعنى، وكلها بصيغة المضارع. "إنّه هو يُبدئُ ويُعيد" (البروج 13) "وعدَ اللّهِ حقّا إنّه يَبدأُ الخَلقَ ثمّ يُعيدُه" (يونس 4) "قل هل من شُركائكمْ مَن يَبدأُ الخَلقَ ثمّ يُعيدُهُ قل اللّهُ يَبدأُ الخلقَ ثمّ يُعيدهُ فأنّى تُؤفكون" (يونس 34) "أمّن يَبدأُ الخَلقَ ثمّ يُعيدُهُ ومن يَرزقكم من السّماءِ والأرضِ" (النمل 64) "اللّهُ يَبدأُ الخَلقَ ثمّ يُعيدُهُ ثمّ إليه ترجعون" (الروم 11) "وهو الّذي يَبدأُ الخَلقَ ثمّ يُعيدُهُ وهو أهونُ عليه وله المثلُ الأعلى في السّماواتِ والأرضِ وهو العزيز الحكيم" (الروم 27) العبارة في الاية الاخيرة، "وله المثل الاعلى في السماوات والارض" تدل على ان السماوات والارض التي تراها الان مكررة من نسخة سبقتها. تكرار المعنى في أكثر من آية يدل على أهمية الحدث، والانسان الحديث لا يزال في بداية مشواره على الارض، وعمره عليها 10,000 سنة تقريبا، وهذه فترة قصيرة جدا من عمر الزمن، ولا تفترض عدم وجود اعاده لإنك لم ترها أو لم تتأكد من حدوثها، لم تُخلق الارض لك أو لجيلك، والمستقبل مليئ بالمفاجئات والاكتشافات، لم يعلم الانسان بالانقراضات إلا قبل 150 سنة فقط، فكم كان جاهلا بما يدور حوله؟ بعض
الحيوانات الحديثة تبدو بالضبط مثل اسلافها المنقرضة قبل زمن
سحيق
Some modern animals look just like their long-extinct
ancestors http://www.bbc.com/...
الفايتوصور حيوان يشبه التمساح، من فصيلة الديناصور
السلحفاة البحرية -- لم يتغير شكلها منذ ملايين السنين!
ورقة
شجر حية تقابلها نسخة متحجرة منها تعود الى 200 مليون سنة
تقريبا
Gingko fossil leaf
https://study.com/... الحيوان البحري الظاهر في الصورة المقابلة يُسمى القرش العفريت (goblin shark)، ينتمي لفصيلة انقرضت قبل 125 مليون سنة، ولكنه لا يزال يعيش الى اليوم، ولم يتطور مع الزمن! ولما لا يكون قد انقرض ثم بعثه الله من جديد؟ الفايتوصور حيوان يشبه التمساح، تاريخ احافيره المتحجرة يعود الى أيام الديناصور (200 مليون سنة).. الفرق بينه وبين التمساح يلخصه الاقتباس التالي:
إذن الاختلاف الوحيد هو موقع الخياشيم.. البيئة يمكن أن تؤثر على المخلوقات فتغير حجمها أو لونها ولكن محال ان تغير مكان عضو من أعضاء جسدها، بما يعني ان التمساح ليس من سلالة الفايتوصور، ولكن ما الذي جعله يأخذ نفس الشكل بالضبط؟ ربما التمساح هو نفسه الفايتوصور ولكن انتاج جديد، وجعل الله هذا الاختلاف الجزئي الصغير ليكون دليلا ماديا مشاهدا لا يمكن ان يرده او يجادل فيه احد، فمثلا هيكل الانسان القديم توجد فيه بعض الاختلافات الشكلية عن هيكل الانسان المعاصر، وهذا الاختلاف يعتبر دليل مادي لمن يشك في صحة التاريخ الكربوني، ولو ان هيكله يطابق هيكل الانسان المعاصر بالضبط، لما افترض احدٌ انه انسانا منقرضا. السلحفاة البحرية -- لها أحافير تعود الى أكثر من 220 مليون سنة، ويعتبرونها حيوان بدائي! يقال ان هيكلها وحجمها لم يتغير على الاطلاق منذُ ان وُجدت على الارض والى اليوم.. ولكن الحقيقة لا احد يعلم ان كانت انقرضت من الوجود ثم عادت اليه مرة أخرى بنفس الشكل القديم بالضبط ، كل ما هناك هيكل قديم وكائن حي، فيفترضون ان الكائن الحي واصل مشوار الحياة دون انقطاع. ظاهرة المخلوقات التي لها نفس الهيكل القديم قبل ملايين السنين تسمى في نظرية التطور ظاهرة الاحافير الحية (living fossils) ، والحقيقة هي انه لا توجد الان طريقة لمعرفة ما يحدث للمخلوقات، وان كانت تتطور مع الزمن، أو يقاوم بعضها الانقراض والتطور، او تنقرض من الوجود نهائيا ثم تعود اليه من الصفر.. هذا الانقراض والاعادة ليس حدث استثنائي يخص بعض المخلوقات فقط ، ولكن يبدو انه قانون من قوانين الحياة يشمل كل ما يمكن ان يخطر على بالك مما خلق الله، بما فيها النباتات، فمثلا اذا انقرضت فصيلة من الاشجار، تعود الى الحياة مرة أخرى بعد آلاف أو ملايين السنين.
شجرة السايكاد (cycad) ، اغصانها تشبه اغصان النخيل ، لها احافير متحجرة تعود الى
عصر الديناصور
الاقتباس في الاعلى من دراسة على شجر السايكاد ، قام بها علماء من جامعة كاليفورنيا ، ويقولون انهم وجدوا شواهد كيميائية (التفاصيل على الرابط تحت الاقتباس) تدل على ان هذه الشجرة لا يزيد عمر وجودها في الارض على 12 مليون سنة فقط ، وليست سالالة متصلة بتلك التي كانت موجودة في زمن الديناصور، بما يعني انها انتاج جديد، أو بالاصح: اعادة انتاج.. هذه دراسات أولية لا تصل الى درجة الحقيقة المطلقة، ولكن نأخذها كمؤشر يمكن أن يضيف شاهدا على تكرار الحياة ، "أولم يروا كيف يُبدئُ اللّهُ الخلقَ ثمّ يُعيده" ، بدأت حياتها الاولى في زمن الديناصور ، ثم انقرضت ، وقبل 12 مليون سنة عادت الى الحياة مرة أخرى، ومن الصفر، ولم تتطور من أي نبات آخر.
"وإذ قال ربّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة" -- (البقرة 30) المعنى اللغوي لمصطلح الخليفة هو "من يخلف غيره ويقوم مقامه" -- وفي القرآن: "وقال موسى لأخيهِ هارونَ اخُلُفني في قومي" (الاعراف 142). وهل كان الله يستشير الملائكة عندما اخبرهم انه جاعل في الارض خليفة؟ الله لا يستشير احد، ولا يجادله في قراره أحد، لا ملائكة ولا غيرهم، "فعّالٌ لما يُريد"، "لا يُسأَلُ عمّا يَفعلُ وهمْ يُسْأَلُون".
من تفسير القرطبي: "{خليفة} يكون بمعنى فاعل، أي
يخلف من كان قبله من
http://www.alro7.net/... احد الاراء في معنى الخليفة هو ما تراه في الاقتباس اعلاه، وهذا ما يرجحه سياق النص، وعليه فإن الله لم يكن يستشير الملائكة حين اخبرهم بأنه جاعل في الارض خليفة، وإنما كان يبلغهم بأمر قد صدر، قرار مفروغ منه، وكان هؤلاء ملائكة الارض، والخليفة سيخلف هؤلاء الملائكة. انتهت مهمتكم، وسيخلفكم مخلوق آخر في ادارة شئون الارض. وما كان ليخبرهم إلا لأن الامر يخصهم ويعنيهم، وليس من المنطق ان يُعفيهم من وظيفتهم بدون أن يبلغهم بأمر الاقالة. "قالوا أتجعلُ فيها مَن يُفسدُ فيها ويَسفكُ الدّماءَ، ونحن نسبحُ بحمدكَ ونقدسُ لك؟" أتستبدلنا بهذا المفسد؟ "قال إني أعلم ما لا تعلمون" قيل ان الملائكة تتحدث عن المستقبل. وهل الملائكة تعلم الغيب؟ "عالمُ الغيب فلا يُظهرُ على غيبهِ أحدا" وقال آخرون ان الملائكة قاست المسألة على الجن، على اساس ان الجن كانوا
يفسدون في الارض قبل الانسان، واذا خلق الله كائنا جديدا فسيفسد مثل سابقه!
قصة الجن منسوبة الى عبدالله بن عباس ولا نعلم مدى صحة نسبتها اليه، ولكن
الاية تصرح بـ " الكثير من الذين علقوا على الموضوع على صفحة الفيسبوك ذكروا قصة الجن، وذلك لشهرتها، فرد احد المشاركين بقول منطقي معقول على احد القائلين بهذه القصة وكتب ما يلي:
"ايوه بس [الجن] مخلوق بعيد عنا تماما لايمتلك اجساد ولا دم حتى مخلوق
غير مادى غير مملوس يعنى سفك الدم معناه واضح مشروط بالبشر او مخلوقات
شبيهه لينا تمتلك جسد مادى ملموس وخلايا ودم ولحم ام الجن لا تنطبق
عليه اي حاجه من ده ولو طبقنا علم القياس عليه حيكون خطأ من الاساس
لانه غير مطابق"
Himaa Ibrahim
"قالوا أتجعلُ فيها مَن يُفسدُ فيها..." -- الجملة في صيغة المضارع دون أدنى التباس، بما يعني ان الخليفة المقصود كان موجودا في الوقت الذي كان الله فيه يخاطب الملائكة، وكان يفسد في الارض ويسفك الدماء. ولكن كيف ذلك وآدم هو أبو البشر؟
اذا نظرنا الان الى الايات اعلاه، نجد الجواب في الاية 28، "كنتم أمواتا فأحياكم" -- واضحة.. أليس كذلك؟ وهنا نطرح سؤال: هل يموت الانسان وهو عدم؟ وهل الموت يقع على الروح؟ العدم لا يُسمى موت، والروح لا تموت، ولا يقع الموت إلا على الجسد الحي. "كنتم أمواتا فأحياكم"، آية محكمة لا تقبل سوى معنى واحد. الانسان كان موجودا على الارض قبل ادم، ثم أماته الله، انقرض، وبعد ذلك احياه مرة ثانية، والمرة الثانية هي حياة آدم ونسله، والتي هي الحياة الثانية لنفس الانسان الذي كان موجود، الذي كان يفسد في الارض ويسفك الدماء، الذي اعترضت على خلافته ملائكة الارض. اذا اعدنا صياغة الاية (30) بالمعنى البسيط ستكون كالتالي: إني جاعلٌ في الارض مُديرا يخلفكم يا ملائكة الارض، قالوا اتجعل المدير فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ نستخدم مصطلح المدير لأنه الانسب للمهمة التي يقوم بها الانسان، وهي تنفيذ تعاليم المالك، وهي التعاليم التي أتى بها الرسل والانبياء، ومنها حسن استخدام ما خلق الله لكم في الارض جميعا (آية 29)، وإذا زل المدير عن الخط المرسوم له، وتجاوز حدوده، يتدخل المالك ويعاقبه على سوء عمله. يرى بعض المسلمين ان لفظ الخليفة الوارد في الاية تعني رئيس الدولة، خليفة المسلمين، أو أن الانسان بشكل عام هو خليفة الله في الارض. الخليفة هو الذي يخلف غيره ويقوم مقامه، فهل الانسان قام في مقام الله، واصبح يفعل ما يريد دون حسيب ولا رقيب؟ الواقع يناقض هذه الفرضية من اساسها. مصطلح الخليفة لم يُلقب به أحد من الخلفاء الاربعة -- بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتعيين ابوبكر الصديق حاكما على المسلمين، كانوا يلقبون ابوبكر خليفة "رسول" الله، وليس خليفة الله. لا احد يخلف الله ويقوم مقامه. وبعد وفاة ابوبكر الصديق وتولي عمر بن الخطاب الحكم، بدأوا يلقبونه خليفة، خليفة، رسول الله. ثم حصل اجتماع بين المسلمين وناقشوا فيه لقب الحاكم، فقال احدهم لعمر، نحن الان نسميك خليفة، خليفة، رسول الله، والذي سيأتي من بعدك سيسمونه خليفة، خليفة، خليفة، رسول الله، ثم ماذا بعد ذلك؟ فبدلا من هذا اللقب الطويل، ما رأيك أن نسميك أمير المؤمنين. فاستحسن ابن الخطاب اللقب الجديد. وكان عمر أول حاكم اسلامي يُلقب بأمير المؤمنين. وعلى هذا نجد ان الصحابة لم يكونوا يعرفون ان الحاكم يُسمى الخليفة، أو ان الحاكم خليفة الله، وإلا لما احتاروا في لقب الحاكم، ليستقر رأيهم بعد ذلك على لقب أمير المؤمنين. وبناءا على ما لدينا من التاريخ الاسلامي، يبدو ان أول أمير تلقب بالخليفة هو الحاكم الاموي عبدالملك بن مروان. بعد ذلك كل من اتى بعده اخذ اللقب. مثل كسرى وقيصر. كسرى شخص واحد اسمه كسرى، ولكن كل الذين اتوا من بعده حملوا اللقب، وكذلك قيصر. الواحد يمكن يستغرب ويسأل، اذا كنت عايش على الارض قبل هذه الحياة،
فلماذا لا اتذكر شيئا من حياتي الاولى؟ ذكريات الانسان مسجلة في خلايا
دماغه، وبعد موته تتبخر كل الذكريات، ولهذا السبب لا يتذكر شيئ. ولكن توجد
نسخة من الذاكرة محفوظة عند رب العالمين، وسيعيدها الله للانسان في يوم
الحساب، وسيتذكر الانسان كل شيئ، الحياة الاولى والثانية، وسيقول الكفرة
والمجرمون: "ربّنا أمتّنا
آية أخرى بنفس المعنى: "وهو الّذي وبما ان الحياة على الارض لا تزال قائمة، فإن عملية الإحياء من الموت لا تزال مستمرة.
"وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ ما كان حجّتهُم إلّا أن
يتحجج الكافرون بقولهم "ائتوا بأبائنا"، "قل الله يحييكم"، رد واضح وصريح على حجتهم، وبصيغة المضارع. اربع آيات "محكمات" تتحدث عن احياء الناس من الموت.
من تفسير ابن كثير لسورة الحج، آية 66:
وقوله : "وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور" (الحج 66) ، كقوله : "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون" (البقرة 28)، وقوله : "قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه" (الجاثية 26)، وقوله : "قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين" (غافر 11) ومعنى الكلام : كيف تجعلون [ مع ] الله أندادا وتعبدون معه غيره ، وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف ، ( وهو الذي أحياكم ) أي : خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا يذكر ، فأوجدكم ( ثم يميتكم ثم يحييكم ) أي : يوم القيامة ، ( إن الإنسان لكفور ) أي : جحود. (الباحث القراني - تفسير ابن كثير) لاحظ ان ابن كثير لم يلتبس عليه معنى الايات، وعرف انها تتحدث عن نفس المضمون، آيات صريحة واضحة ولها نفس المعنى، الموت هو الموت الذي تعرفه وليس له تعريف آخر في كافة قواميس اللغة. ولكنه، وبناءا على معلوماته في عصره، فسر الإحياء الاول بالخلق من العدم. وهو معذور، ولو علم بالكائنات الحية المنقرضة، والحفريات الدالة على وجودها في زمن ما، لربما كان له رأي آخر.
عندما امر الله الملائكة بالسجود لآدم، ابليس رفض وقال "
سيناريو: افترض ان صاحب العمل اعطاك وظيفة مدير في شركته، فأخلصت في العمل لأقصى درجة، وكان لديك عامل في الشركة سيئ السُمعة، يتغيب عن العمل، مشاغب، الخ. وفي يوم من الايام أتاك صاحب العمل وأخبرك انك معفي من منصبك لصالح المشاغب. أنت الان من حرصك على العمل، ومراعاتك لصاحب العمل، وليس مراعاة لمصلحتك الشخصية، ستقول انا خير منه. ليس خير منه في الشكل والمظهر، أو الحسب والنسب، وإنما في العمل، "اتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء" هذه هي اعمال الخليفة، أمّا اعمالنا "نسبح بحمدك ونقدس لك". ابليس تفاخر بأصله وفصله، وليس بأعماله، وليس مراعاة لمصلحة المؤسسة وحرصا على أملاك صاحب العمل. لو انت الان مالك الشركة، فسوف تراعي المدير الحريص على مصلحتك، وربما تصرف له مكافئة لإخلاصه لك، بينما ستغضب على المدير الذي لا يريد ترك الوظيفة لأنه فقط ابن الحسب والنسب. هذا هو الفرق بين الملائكة وابليس.
"وعلّم آدمَ الأسماءَ كلّها ثمّ عرضهم على الملائكةِ فقال أنبئوني بأسماءِ هؤلاءِ إن كنتم صادقين [محقين في اقوالكم]. قالوا سُبحانكَ لا علمَ لنا إلا ما علّمتنا إنّكَ أنتَ العليمُ الحكيم" افترض مثلا انك طالب في المدرسة، فقام المدرس واعطى زميلك معلومة، ثم طلب منك ومن زميلك الاجابة، زميلك اجاب على السؤال وانت اخطأت. ستقول عندها يا استاذ، انت غششته، فأين العدل في هذه المعادلة؟ في الحقيقة عبارة "لا علم لنا إلا ما علمتنا" تعادل هذا السيناريو.. هو طلب منهم الاجابة عن معلومات علّمها لآدم، فقالوا "لا علم لنا الا ما علمتنا" ولو علمتنا نحن سنجيبك ايضا.. إذن ما هو القصد من هذا الطرح الذي يبدو وكأنه مش راكب على بعضه؟ العلم كله من الله. فإذا اراد الله لنا معرفة شيئ سنعرفه، واذا لم يرد، فلن نعرفه مهما حاولنا. الاية ليس فيها اختبار للملائكة، وإنما ليريهم نقطة لم تخطر على بالهم عندما تصوروا ان الخليفة لا يصلح لإدارة شئون الارض، وانهم خير منه. بنوا تصوراتهم على المخلوق الجاهل، ولم يعلموا بالتغيرات التي ستطرأ عليه في المستقبل. هذا المخلوق بعد ان اعاد الله تصنيعه حصل على العلم. قالوا في البداية "اتجعل فيها من يفسد فيها..." فقال الله حينها "اني اعلم مالا تعلمون" لديه برنامج تأهيل لهذا المخلوق لا تعلمه الملائكة. الان، وبعد ان اعاد تصنيعه، اراد ان يريهم شيئا يجهلونه. وبعد ان علّم ادم الاسماء كلها، سألهم عنها، ليس اختبار ولا تحدي، ولكن فقط ليريهم ان هذا المخلوق اصبح الان لديه علم لا يملكونه، وفي هذا الناحية هو خير منهم. "قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلمّا أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنّي أعلم غيب السّماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون"
"وعلّم آدمَ الأسماءَ كلّها" -- قيل انها الاسماء التي يتعارف
بها الناس: إنسان ، دابة ، سماء ، أرض ، بحر ، جمل ، الخ. ولكن الذين قالوا
بهذا التفسير لم يُخبرونا كيف استدلوا عليه؟ وفي الاية ايضا: "ثم عرضهم
على الملائكة" بما يدل على انها اشياء معلومة وموجودة ويمكن عرضها، ومن
المستبعد ان الملائكة لا تعرف السماء والارض والبحر، وفي اية أخرى: "إني
جاعل في
"إِذْ قالَ رَبُكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي
خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ
http://www.alro7.net/... "وهو الّذي خلقَ منَ فهل البشر مخلوق من طين أو من ماء؟ ولماذا لفظ البشر في كلا الآيتين بصيغة النكرة؟ فكم صنف من البشر خلقه الله؟ الطين هو تراب مخلوط بالماء، ولكن نسبة التراب أكثر، وهو نوع خاص من التراب، وليس كل تراب يتحول الى طين.. والفرق شاسع بين الطين والماء، ليس فقط في التسمية، وإنما طبيعة الشيئ تصبح مختلفة تماما. قيل ان المقصود بالماء مني الرجل، الماء المهين، "ثم جعل نسله من
سلالة من يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: "هذه مراحل للشيء
الواحد وليست اختلاف، بدايات مأخوذ منها، فالتراب حين يوضع على الماء
يصير طيناً، فإذا تُرِكَ الطين حتى عطن وتغيَّرت رائحته، فهو الحمأ
المسنون، فإذا جَفَّ وتصلَّب فهو صَلْصَال كالفخار."
http://www.alro7.net/...
ولكن لماذا لفظ البشر ورد بصيغة النكرة؟ وبالرغم من ان الفرق شاسع بين
الطين والماء، فالقضية لا تقتصر فقط على مراحل الشيئ الواحد، صياغة
الايات تدل على ان البشر أكثر من صنف.. "وَخَلَقَ "واللهُ خلقَ كلَّ دابةٍ من في المرة السابقة كان البشر مخلوقا من ماء مثل باقي المخلوقات.. كنتم
أمواتا فأحياكم: في البداية قال الله للملائكة انه جاعل في الارض خليفة
يخلفكم يا ملائكة الارض، وكان ذلك في الوقت الذي كان فيه البشر موجود في
ولدينا آية تقول: "خلق أمّا البشر القديم فلم يكن انسان، الصفة الغالبة على طبعه هي التوحش والنفور،
ربما خوفا من الغير ان يغدر به ويقتله ثم يستولي على كهفه، أو يقتله ويأخذ صيده
الذي اصطاده ليتغذى عليه هو واسرته. وبما ان الملائكة قالت انه يُفسد في الارض
ويسفك الدماء، فلابد انه كان متوحشا مفترسا، لا يتردد في القتل لأتفه الاسباب. "إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ [يا بني آدم]
وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ
http://www.alro7.net/... من تفسير الطبري: "لم يرد بإخبارهم هذا الخبر أنّهم أنشئوا من أصلاب قوم آخرين، ولكن معنى ذلك ما ذكرنا من أنّهم أنشئوا مكان خلق خلف قوم آخرين قد هلكوا قبلهم." لاحظ ان ابن كثير عرف ان ظاهر الاية يدل على انهم انشئوا من اصلاب قوم آخرين، ولكن لم يستطع ان يتخيلها. وبعد ان علمنا ان الانسان كان يعيش على الارض ثم انقرض، في تلك الحياة انشأكم من ذرية قوم آخرين، من أباء غير ابائكم الحاليين، وأمهات غير أمهاتكم، وسلالات نسل غير سلالاتكم الحالية.
قل الله يحييكم... ولكن كيف؟ هذه قضية معقدة لا يعلم كيفيتها إلا الله، ولكن سنبدي فيها بعض التصورات. أولا النفس البشرية (الروح) لا تموت، وهي حية باقية الى يوم الدين، أمّا الجسد فهو مثل السيارة -- يعطيك الله السيارة ليختبرك فيها ليرى كيف تقودها. واذا ما تحدثنا عن احياء الميت فهو احياء الجسد. ويوم القيامة سيحيي الله نفس الجسد الذي استخدمه الانسان في الدنيا، لأن هناك من ستشهد عليهم ايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون، وهذا لا يمكن ان يحدث الا اذا اعاد الله صناعة الجسد الاصلي.
عندما تشتري تفاحة من السوق مستوردة من آخر بقاع الارض، هل تظن انك حصلت عليها بالصدفة؟ هذه التفاحة وُجدت اصلا لك أنت، وتنقلت آلاف الكيلومترات لتصلك في الوقت الذي قدر الله لك ان تأكلها، وعلى مثل هذه المأكولات تتغذى الكائنات الحية. هذه المأكولات تحتوي على نفس الجزيئات التي يتكون منها جسم الانسان. والله قادر على جمعها. وبعد ان يموت الانسان ويتحلل بدنه، تذهب ذرات جسمه الى الاشجار أو البهائم أو السمك، الخ. ثم بعد ذلك يُقدّر الله للانسان الميت، اذا اراد اعادته للحياة في ولادة جديدة، أن يتغذى على الاطعمة التي تحتوي على مكونات جسمه الاصلي منذ نشأته في بطن أمه، فيعود الانسان كما كان بلحمه ودمه. وبهذه الطريقة هو اعاده للحياة بجسده الاصلي بمراحل عمره المختلفة. وإذا اعطاه اكثر مما كان في جسده الاصلي، أو أنقص منه، فلحكمة هو ادرى بها، وله الحكمة في كل شيئ. "أئذا متنا وكُنّا ترابا ذلك رجعٌ بعيد . قد علمنا ما تَنقُصُ الأرضُ
منهم وعندنا يستبعد الكافرون بيوم الدين اعادتهم للحياة، ظنا منهم ان الله لا يقدر
على اعادتهم اذا ماتوا وكانوا ترابا، ولكن الله يعلم ما تنقص الارض من جسد
الميت "قد علمنا ما تَنقُصُ الأرضُ منهم"، وكل ذرة في هذا الجسد،
مثل ذرة الكالسيوم أو الفسفور أو غيرها، مسجلة في كتاب حفيظ، والله قادر
على ان يأتي بها يوم القيامة. قال ابن كثير: "{ "وقال الّذين كفروا لا تأتينا السّاعة، قل بلى وربّي لتأتينّكم،
عالمِ الغيبِ لا يعزبُ [لا يغيب] عنه مثقالُ الشطر الثاني من الاية فيه جواب على الشطر الاول، "لا تأتينا الساعة"، حتى ولو اتت، سنكون قد متنا وتفرقت ابداننا وتلاشت، ولكن الله لا يغيب عنه مثقال "ذرة"، أو اصغر من الذرة، في السماوات أو في الارض، الا في كتاب مبين. من تفسير ابن كثير: "قال مجاهد وقتادة: {لا يعزب عنه} لا يغيب عنه، أي الجميع مندرج تحت علمه فلا يخفى عليه شيء، فالعظام وإن تلاشت وتفرقت وتمزقت، فهو عالم أين ذهبت وأين تفرقت، ثم يعيدها كما بدأها أول مرة فإنه بكل شيء عليم" لا شيئ في هذا الكون الشاسع يتحرك بدون معرفة الله وقدره. هو يُقدّر لك ان تسافر من بلد لآخر، أو تنتقل من وظيفة لأخرى، وكذلك يُقدّر للذرات المتناهية الصغر اين تذهب وأين تستقر، وهو قادر على ان يأتي بك أينما ذهبت، وكذلك يَقدر على أن يأتي بالذرة الصغيرة إينما ذهبت. لا شيئ في الوجود اسمه العدم، ولا شيئ يأكله التراب ويبلى، أو تذروه الرياح فيتلاشى، حتى الفراغ حولك يتكون من ذرات اكسجين وكربون وغيرها. وكل ذرة في هذا المحيط الذي لا ترى ما فيه بعينك المجردة، أو في السماوات أو في الارض، إلا في كتاب مبين. افترض مثلا انك احضرت مكعبات بلاستيك وصنعت بها شكل هندسي. ثم اتى غيرك وفكها وبعثرها. ألا تستطيع الان جمعها واعادة تركيبها كما كانت بالضبط. هذه قدرات الانسان العادي، أمّا قدرات الله تفوق ما يمكن ان يتصوره العقل البشري "ما قَدَرُوا اللهَ حقَّ قدره"، وهو قادر على ان يأتي بالذرة والجزء المجزأ من الذرة، في السماوات أو في الارض، ويعيد تركيب الشيئ من هذه الذرات الصغيرة مثلما كان بالضبط. "ولقد خلقناكُمْ ثمّ صوّرناكمْ ثمّ قلنا للملائكةِ اسجدوا لآدم" (الاعراف 11) أحد الاراء في تفسير الاية اعلاه، كما ذكر القرطبي: "أي خلقنا الأرواح أولا ثم صورنا الأشباح آخرا." وفي اية اخرى: "في أيّ صورةٍ ما شاءَ ركّبك" (الانفطار 8)، بما يعني ان الصورة كانت موجودة من الاول، ويتم تركيبها على الانسان. وعلى هذا يبدو ان المقصود بالخلق في الاية اعلاه "ولقد خلقناكم..." هو خلق الارواح. أولا خلق الله الارواح لكل البشر، ثم صنع الصور، ثم بعد ذلك أمر الملائكة بالسجود لآدم. وبما ان الانفس والصور كانت موجودة قبل آدم، وبما ان النفس هي نفسها للانسان الاول والثاني، فنفترض ان الانسان الاول كان على نفس الشكل والصورة والمكونات البدنية التي عليها الانسان الحالي، ولكن ينقصه العلم فقط. كتب احد المشاركين في صفحة الفيسبوك ان العلم الان استطاع استنساخ كائنات حية بنفس الشكل والصورة الاصلية، بواسطة جينات مأخوذة من الكائن الحي الاصلي، فكيف تستبعد على الله ان يعيدك كما كنت بالضبط؟ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. "لا يذوقون فيها [في الجنة] الموتَ إلّا الموتةَ الأولى ووقاهُم عذابَ الجحيم" (الدخان 56) -- هذه آية التبس على المفسرين معناها، وفسروا الموتة الاولى بموتة الدنيا، وحملها آخرون على نفي الموت. من تفسير ابن كثير: "هذا استثناء يؤكد النفي، ومعناه أنهم لا يذقون فيها الموت أبداً" أولا لابد من معرفة نقطة مهمة وهي ان النفس (الروح) لا تموت، النفس هي الانسان، الخير والشر من النفس، "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها"، أمّا الجسد فهو محل الاختبار. فإذا قالت الاية انهم يموتون في الجنة مرة واحدة، فالمقصود به موت الجسد. هذا الجسد، وبعد ان ينتهي حسابه يوم القيامه، لا مكان له في الجنة، وسيبدل الله اجساد الذين فازوا بالجنة بأجساد أخرى تناسب المكان الذي هم فيه. واذا خرجت الروح من الجسد فإن الجسد مات، وهذه هي الموتة الاولى في الجنة.
البعث يوم القيامة في الصورة المقابلة ترى البهائم ترعى على المقبرة.. جزء من الحشيش الذي ترعاه هو من بقايا اجسام الموتى المتحلله، فتتغذى عليها ابدانها، ثم يأتي الناس ويأكلون البهائم أو يشربون ألبانها، فتنشأ عليها ابدانهم، وما كان يمثل جزءا من ابدان الموتى، اصبح جزءا من ابدان الاحياء، وفي القرآن ان أعضاء الانسان ستشهد عليه يوم القيامة "اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون"، فكيف ذلك وقد اشترك في مكونات الجسم الواحد أكثر من انسان؟ وعلى من ستشهد الايدي والارجل بعد ان تفرقت وتشتت بين البشر والشجر والسمك والوحوش؟ فهل ستشهد على صاحبها الاول أو الثاني أو الالف؟ وفي الوقت الحاضر استطاع الطب نقل الاعضاء البشرية ونقل الدم. فهل سينشئ الله للناس اجساما جديدة تشهد عليهم؟ لا تستقيم المعادلة على هذا النحو. وكيف لجسم جديد ان يشهد على شيئ لم يراه؟ أليست هذه شهادة زور؟ اذا قال الله سيبعث الموتى، فلابد ان يبعث الميت بلحمه ودمه الذي كان عليه في الحياة الدنيا، وأي شيئ غير الجسم الاصلي لا يحقق النتيجة المطلوبة. "فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا وفي القاموس (ذرأ الارض: بذرها).
يعلم الله ما يجري لمكونات جسم الانسان بعد موته، وانها لن تبقى محفوظة محنطة معزولة الى قيام الساعة، واعطى مثالا على تشتتها وتوزعها، يذرؤكم في الانعام، ثم تنشأ اجسام الانعام من بقايا اجسامكم المتحللة، وتعودون لأكل الانعام أو شرب لبنها. وبعد كل هذه اللخبطة التي تفوق التصورات، فهو قادر على اعادة كل شيئ في مكانه الاصلي.. وفي بداية الاية: "فاطر السماوات والارض"، الذي صنع السماوات والارض لن تغلبه مسألة تافهة مثل هذه. وفي آخر الاية: "ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير" -- سميع وبصير بكل صغيرة وكبيرة، بالذرة وما هو اصغر من الذره، تاريخها ومسارها محفوظ في كتاب مبين. المادة لا تزيد ولا تنقص في أي نظام مغلق، وإنما تتحول من شكل الى آخر، والكون نظام مغلق، وإينما ذهبت المادة فسيأتي الله بها. الدم، أو مكونات الجسم بشكل عام، لا تتواجد في شخصين في وقت واحد، والله
لا يتعامل بالاجسام الكبيرة، وإنما بالذرة والجزء المجزء من الذرة، وعندما
يجمعها الله يوم القيامة، ستشهد على الاول، وبعد ان ينتهي حسابه ستشهد على
الثاني، وفي القرآن: "يوم يصدرُ الناس
هل يوجد فرق بين الاجداث والقبور؟ "ونُفخَ في الصُورِ فإذا هم من "خُشّعا أبصارُهم يَخرجون من "يوم يَخرجون من قالوا في كتب التفسير ان الاجداث هي القبور. القبر هو مكان الميت في الدنيا، والجدث احد صفات القبر. الملاحظ في القرآن ان مصطلح الجدث استخدم فقط لوصف خروج الناس للحساب، بينما لم يستخدم مصطلح القبر بهذا المعنى ابدا. وبالرغم من ان المصطلحين متساويان، إلا ان استخدامهما في القرآن لوصف حالات مختلفة يدل على ان وظيفتهما مختلفة بالمصطلح القرآني، وإن تشابها شكليا في الواقع، واستخدما لوصف نفس الشيئ في الحياة الدنيا. ومن الاجداث سيبعث الله الناس يوم القيامة، وربما بنفس الطريقة التي خلق الله فيها آدم من تراب. يبدو ان المعني الاصلي للجدث قد ضاع، أو ضاعت معانيه الاخرى ولم يبقى منها سوى القبر، ويعادله "جدف"، واستنادا لمعجم لسان العرب، فقد استبدلوا الثاء بالفاء (راجع مصطلح "جدف" في لسان العرب)، والجدف ايضا يعني القبر، والجدف من الشراب: ما لم يُغطى. القصد من هذا القول ان الجدث ليس هو قبر الدنيا، وذلك ان ارض البعث ليست هي هذه الارض "يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار" ولكنها مصنوعة من نفس المادة والمكونات التي صُنعت منها هذه الارض "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
هل يمكن الاستدلال على حياتنا الاولى؟ لا يتحدث القرآن عن معلومة إلا انه بإمكان البشر الاستدلال على صحتها، في الحاضر أو في المستقبل. لماذا يعطيك معلومة اذا لا يريدك معرفتها؟ "ولتعلمن نبأه بعد حين"، وما لدينا في هذا الموضوع لا يُستثنى من ذلك، وسيعلم الانسان عن حياته الاولى عاجلا او آجلا. "قل سيروا في الارضِ فانظروا كيف بَدأ الخَلقَ" -- بالسير والاستكشاف في الارض يمكن معرفة كيف بدأ الخلق ومعرفة اسرار المخلوقات. العصر الحجري الحديث قبل 10,000 سنة الاكتشافات الجيولوجية واكتشاف الاحافير بدأت فقط في القرن التاسع عشر، وهذه فترة قصيرة جدا من عمر الزمن. الاكتشافات حقيقة، ولكن النتائج المبنية عليها نظريات وآراء. والى الان لا توجد نظرية من النظريات العلمية السائدة تستطيع تفسير نهضة الانسان الحضارية التي بدأت منذ 10 الاف سنة تقريبا، المسماة نهضة العصر الحجري الحديث. تقول نظريات العلم الحديث المبنية على نظرية التطور ان الانسان الحديث وُجد على الارض قبل 150 ألف سنة. وسبقه انسان آخر نشأ عليها قبل فترة تتراوح بين النصف مليون الى المليون سنة، وانقرض قبل 20 الف سنة، واطلقوا عليه انسان نياندرتال، نسبة الى وادي في ألمانيا يسمى نياندرتال حيث اكتشفوا فيه أول هيكل عظمي متحجر لهذا الانسان. بلغ عدد الاحافير المكتشفة لإنسان نياندرتال اكثر من 400 احفورة (هيكل أو جزء من هيكل)، وفي مناطق متفرقة من العالم، واكثرها في اوربا واسيا، وبعضها في الشرق الاوسط (في العراق وفلسطين). لا توجد قواعد محكمة للتفريق بين الانسان الحديث وانسان نياندرتال. القاعدة المعتمدة هي فقط اختلافات طفيفة في الهيكل (انظر الصورة في الاسفل). وبما ان هيكله لا يشبه اي جنس من البشر اليوم، افترضوا انه انسان منقرض. يرجى الملاحظة ان هيكل الانسان الحديث المعروض في الصورة اعلاه هو هيكل انسان معاصر، وليس هيكل يعود تاريخه الكربوني لزمن نياندرتال. لم يُكتشف لحد الان هيكل انسان يعود تاريخه الى حقبة نياندرتال ويصل الى حد التطابق مع أي جنس من البشر في الوقت الحاضر. بالنسبة لقياس عمر الاحفورة يستخدمون طريقة تحلل نظائر الكربون (C14)، وهي افضل الطرق وأدقها حاليا، هذه الطريقة تصلح فقط لمدة خمسين ألف سنة. لمعرفة أكثر من هذا العمر يستخدمون طريقة تحلل نظائر اليورانيوم وغيرها من العناصر الكيميائية، وهذه الطرق تتأثر كثيرا بعوامل الطبيعة. حتى تحلل نظائر الكربون (C14) تتأثر بعوامل الطبيعة، ولكن بالنسبة لغيرها تبقى الافضل.
رسم ثور في كهف في اسبانيا
(Cave of Altamira) تقدير عمره من 18,500 الى 14,000 سنة https://en.wikipedia.org/wiki/Cave_of_Altamira اكتشفوا رسوم في كهوف قدّروا أعمارها بعشرات الالاف من السنين، وصل بعضها الى 40 الف سنة. لا توجد طريقة معتمدة لقياس عمر الالوان مباشرة، لذا فإن اعمار الرسوم التقديرية غير موثوق بصحتها على الاطلاق. تقديرات عمر الالوان مبنية اساسا على قرائن موجودة في محيط الرسم كالعظام أو الفحم، أو حتى قرائن بعيدة عن الرسم، مثلا ان يجدوا في محيط الرسم أدوات حجرية كان يستخدمها الانسان الحجري، وفي كهف آخر ادوات تشبهها وبجانبها عظام، فيفترضوا تاريخ الرسم بتاريخ العظام الموجودة في مكان آخر. فمثلا لو دخلت كهف ورسمت فيه رسم باستخدام صدأ الحديد السائل، وكان يوجد في هذا الكهف ادوات حجرية، وهذه الادوات ربما يكون عمرها الافتراضي 20 الف سنة، ثم اتى بعدك من يُقدّر عمر الرسم، فسيعطيه 20 الف سنة! نفس هذه الرسوم التي قدروها بعشرات الالاف من السنين، لو كانوا وجدوها في مصر مثلا لما اعطوها عمرا يزيد عن عمر التراث المصري، وذلك ان قدماء المصريين اشتهروا بالرسم، ولكنهم وجدوها في مناطق نائية ومهجورة ولا يوجد لها تاريخ معلوم، فأعطوها اعمارا خيالية، على افتراض ان سكان الكهوف في العصر الحجري هم الذين رسموها.
تماثيل منسوبة الى الانسان الحجري البدائي ما يسري على الرسوم يسري ايضا على التماثيل، ويستخدمون نفس المعايير لتقدير اعمارها، ولو لم يجدوها في كهوف، وفي مناطق نائية ليس لها تاريخ معلوم، لما اعطوها اعمارا خيالية. كان الناس في الماضي، والى الان في بعض الدول المتخلفة، يذهبون الى
المناطق النائية في الجبال ليمارسوا طقوس دينية، أو سحر وشعوذة كتحضير الجن
والعفاريت، ومن المحتمل جدا ان تكون رسوم الكهوف والتماثيل هذه من ضمن
الطقوس التي كان يمارسها الناس في تلك الدول التي وجدوها فيها، وليست
للانسان الاول.
الديناصور في حضارة إيكا
https://en.wikipedia.org/wiki/... https://www.ancient-code.com/... https://www.ancient-origins.net/... الصورة في الاعلى فيها تحف تبدو "قديمة"، مرسوم على بعضها اشكال ديناصورات،
وُجدت في دولة بيرو، في امريكا الجنوبية، وعلى هذه التحف رموز تدل على انها من
حضارة ايكا (Ica)، وهي حضارة قديمة انتعشت في القارة الامريكية قبل 1000 الى 2000
سنة تقريبا.. خبراء الاثار رفضوا هذه التحف وافترضوا انها مزورة، على اساس ان
الديناصور انقرض قبل 65 مليون سنة ولا يمكن لبشر عاش قبل 1000 سنة ان يعلم عنه شيئا
حتى يتصور شكله ويرسمه.. ثم ظهر المزارع الذي ادعى انه اكتشقها وقال في مقابلة
صحفية انه زورها بنفسه، فقال انصاره انه فعل ذلك حتى يتفادى السجن، وذلك ان حكومة
بيرو تمنع بيع الاثار.. وبغض النظر عن كونها حقيقية أو مزورة، النقطة هي انه لا
توجد طريقة علمية، مختبرية، يمكن استخدمها لمعرفة تاريخ الرسم أو التحفة، وانما هي
مجرد تقديرات وتخمينات بحتة مبنية على الشكل ونمط الرسم فقط لا غير. Combe-Capelle اذا كانت التقديرات الكربونية لا تخلو من الاخطاء الفادحة، فهل التخمينات ستكون صحيحة؟ مثال: يوجد موقع في فرنسا يسمى (Combe-Capelle)، وجدوا فيه احفورة لجمجمة انسان معاصر، وقدروا عمرها في وقت الاكتشاف بـ 35 الف سنة. وبنوا على هذه النتيجة فرضيات بأن الانسان المعاصر كان يعيش في زمن نياندرتال وبنفس الهيكل الذي هو عليه اليوم بالضبط.
في السنوات الاخيرة تطورت طرق تقدير الاعمار، وظهرت طريقة للتحليل الكربوني
من خلال الاسنان، وعندما اعادوا الاختبار وجودوا عمر الاحفورة 7500 سنة
فقط. لاحظ فضاعة الخطأ، 35,000 - 7,500 = 27,500 سنة! مسألة اعادة الاختبار لا تحدث دائما، وليس كل الاحافير فيها اسنان، اضف الى ذلك ان التقديرات الكربونية بحد ذاتها يمكن ان تتأثر بالعوامل الطبيعية الخارجية. الكثير من الفرضيات القائمة يتم تداولها على انها حقائق مطلقة، وهي في الحقيقة لا تستند إلا على عينات صغيرة وحالات معزولة لا يوجد لها نظائر تسندها. جمجمة متحجرة لانسان نياندرتال
تحليل الحمض النووي (DNA) لانسان نياندرتال اظهر ما نسبته 99.7 بالميه مطابق للانسان المعاصر. وهي نفس النسبة التي يشترك بها الناس في الوقت الحاضر. 100 - 99.7 = 0.3 ، هذه الـ (0.3) هي الجينات الوراثية وتسمى (جينوم)، فوجدوا ما نسبته 20 بالميه من جينات نياندرتال الوراثية (جينوم) موجودة في الانسان المعاصر، ولكن ليست كلها في شخص واحد، تتراوح النسبة من واحد الى اربعة لكل شخص يحمل جينات نياندرتال، فمثلا اذا كُنت تحمل ما نسبته 2 بالميه، وشخص آخر يحمل 2 بالميه، هذه الـ 2 بالميه ليست بالضرورة نفس الجينات لكل منكما. وعلى هذه النتائج وضعوا نظرية تقول بأن الانسان الحديث والنياندرتال حدث بينهم تزاوج. وكلما اكتشفوا شيئا يحاولون ان يجدوا له تفسيرا يتفق مع النظرية المبدئية التي وضعوها، أي انهم افترضوا في البداية ان نياندرتال يختلف كليا عن الانسان الحديث، ولم يقابله قط ، ولكن بعد ان وجدوا جينات مشتركة، وضعوا نظرية التزاوج.
ادوات حجرية استخدمها الانسان في
العصر الحجري القديم (الباليوثي)
الانسان الذي عاش في العصر الحجري القديم كان يسكن الكهوف، ولا يوجد له اثر نهائيا في أي مكان آخر غير الكهوف. النظريات والدراسات التي يعتمدها العلم الحديث مبنية على نظرية التطور، ومن شروط هذه النظرية وجود حلقة متصلة بين سلالة الانسان من تاريخه "الافتراضي" قبل 6 مليون سنة، عندما كان قرد، الى ان انتصب واقفا على رجليه قبل 500 الف سنة. فإذا قلت انه انقرض من الوجود نهائيا، ثم عاد الى الوجود من الصفر، هذا يعني هدم النظرية من اساسها، وهو قول غير مقبول في الوسط العلمي على الاطلاق. أي ظاهرة استثنائية في تاريخ الانسان، أو حتى غيره من المخلوقات، لابد ان يجدوا لها تفسير يتفق مع نظريتهم المعتمدة. حيوانات انقرضت في العصر الجليدي
قبل 10 الاف سنة
http://mentalfloss.com/... آخر عصر جليدي ضرب الارض كان قبل 10 الاف سنة، بلغ ذروته بين 24 الى 20 الف سنة. انقرض في هذه الحقبة الزمنية الكثير من الثدييات الضخمة. وبعد هذا العصر نشأت حيوانات أصغر حجما. ولكن العلماء يستثنون انقراض الانسان، نظرا للهياكل البشرية التي تعود الى ما قبل العصر الجليدي، ولأن نظرية التطور تحتم عليهم وجود الانسان كسلالة متصلة منذ عمره الافتراضي قبل 6 مليون سنة. انقراض الانسان بكل اشكاله وهياكله: ما نراه ان هياكل النياندرتال، والهياكل التي "تشبه" هيكل الانسان الحديث، التي يعود تاريخها الى أكثر من 10 الاف سنة، كانت كلها للانسان القديم، وكان جميعهم من نفس الفصيلة، وكلهم انقرضوا في ذروة العصر الجليدي قبل 20 الف سنة. وإن كان الهيكل العظمي هو الشيئ الوحيد الذي يختلف فيه نياندرتال اختلافا طفيفا عن "شبيه" المعاصر، فهذا يمكن تفسيره بأن الناس اشكال وانواع، ومثلما يختلف الناس في الوقت الحاضر في اشكالهم وهياكلهم، كان الناس في الماضي يختلفون ايضا. الملاحظ الان ان حضارة الانسان الزراعية بدأت قبل حوالي 10 الاف سنة، والمعمارية تعود فقط الى 6500 سنة قبل الميلاد. أمّا بالنسبة للكتابة فيعود تاريخها الى 3200 سنة قبل الميلاد، وكانت على الحجر (الكتابة المسمارية).
نحن نأخذ العامل الحضاري كدليل حاسم على انقراض الانسان القديم. قيل انه استقام ظهره ووقف على رجليه قبل 500 الف سنة، فماذا كان يفعل في كل هذه الفترة؟ أين حضارته وصناعته ومنتجاته؟ لماذا لا نجد في آثاره شيئ سوى الادوات الحجرية البدائية؟ وما هو السر في القفزة الحضارية النوعية قبل 10 الاف سنة؟ الاقتباس التالي فيه نبذة عن الحضارة البشرية:
الرأي في الاقتباس اعلاه هو ما يراه الباحثون واهل الاختصاص، يفترضون ان الزراعة هي العامل الذي غير حياة الانسان، وهي السبب في ثورته الحضارية. بما يعني ان الانسان قبل هذه الفترة لم يكن يعرف يزرع! وان دل ذلك على شيئ فإنما يدل على ان الانسان لم يكن يعلم ان الشجرة اصلها بذرة، ولو وضع البذرة في الطين وسقاها لأصبحت شجرة، لهذه الدرجة كان جاهل، ولا فرق بينه وبين البهيمة، وهذا الكلام عن ما يسمى الانسان الحديث، الذي يفترضون عمره 150 الف سنة، وليس النياندرتال، وفي الحقيقة لا يوجد فرق على الاطلاق بين صناعة نياندرتال وصناعة الانسان الحديث الاول، ولا في اسلوب حياته. ادوات حجرية استخدمها الانسان في
العصر الحجري الحديث)
من صورة الادوات على اليسار ترى ان الانسان الذي ظهر الفترة 10 الاف سنة طور الادوات الحجرية بطريقة غير مسبوقة. ولو اخذت شخصا من المدينة في هذا الزمن ووضعته في منطقة نائية ليس فيها شيئ، أو في الجبال، لما استطاع ان يصنع أفضل مما هو موجود في الصورة. وان دل هذا على شيئ فإنما يدل على ان الانسان لم يتغير منذ 10 الاف سنة والى الان.. طور الفأس الحجري الى فأس حديدي، وطور وسائل الحرث من يدوية الى ميكانيكية، ولكن لا جديد في افكاره وتصوراته. أمّا القفزة الالكترونية في الزمن الحاضر، فهي ليست القفزة الحضارية الوحيدة في تاريخه. اختراع الكتابة يعتبر قفزة نوعية، الانتقال من الحجر الى الحديد ايضا قفزة حضارية، وانشاء العمران قفزة اخرى. هذه القفزات الحضارية بدأت قبل 10 الاف سنة فقط. الزراعة جزء مهم من الحضارة، ولكن في وقت قصير من التطور الزراعي، بدأ الانسان ينهض في البنيان ويتعلم الكتابة والتجارة والصناعة، فما الذي حدث؟ وهل كانت الزراعة فعلا هي العامل الذي ادى الى كل هذا التطور؟ وهل هي صدفة أن تبدأ الزراعة بعد نهاية العصر الجليدي؟ التفسير هو ان الانسان قبل الجليد ليس هو الانسان بعد الجليد، انقرض الانسان في العصر الجليدي، ثم عاد بعد الجليد بحلة جديدة.
قرد يعيش في جمهورية الكونغو (زائير)، وجهه يشبه
وجه الانسان!
http://www.popsci.com/science/...
عش العصفور
بيت العنكبوت
وربما يستغرب البعض من ان الانسان القديم لا يعرف الزراعه، معقوله؟ ها هو القرد يشبه الانسان، الحامض النووي للقرد يصل الى 99 بالميه نفس الانسان، وبعض القرود تشبه الانسان شكلا، ومع ذلك لا يعرف زراعه ولا غيرها. مخ الحمار أكبر من مخ الانسان، ولكنه من اغبى المخلوقات (أو هكذا يبدو). العلم وطريقة التفكير لا علاقة لهما بحجم المخ أو المكونات الجسدية، "لا علم لنا إلا ما علمتنا" -- ولو كان الانسان يتطور عقليا مع تطور جسده (كما يفترضون)، لما بقي الانسان الاول متحجرا 500 الف سنة دون أن يطور من صناعته الحجرية شيئ. ومع ذلك كان الانسان القديم يعرف يصيد الحيوانات، وبالضرورة كان يشعل النار للتدفئة والطبخ، ويصنع الرماح الخشبية، والادوات الحجرية، ويصنع الملابس من جلود الحيوانات ليستر بدنه من البرد القارص، ولكنه يفعل ذلك بالغريسة والفطرة وليس باستخدام عقله، فمثلا العصفور يصنع عشا معقدا وفي غاية الروعة، والعنكبوت يصنع بيتا لا يستطيع الانسان تقليده، ولكنه اكتسب صناعتة بالفطرة، وليس بالتعلم، وصناعة العش اصعب من أن يحمل بذرة من على الشجرة ويزرعها بجانب الماء، كما ان صناعة بيت العنكبوت أصعب بكثير من صناعة ملابس من جلود الحيوانات. لماذا لا تطور البهائم اساليب معيشتها؟ وكذلك كان الانسان الاول مثل البهائم لا يطور في الاساليب التي فطره الله عليها. ولا عجب اذا استغربت الملائكة وجن جنونهم عندما اخبرهم الله بأن هذا البهيمة سيخلفهم في ادارة شئون الارض. ما نراه ان عمر الانسان الحديث حوالي 10 الى 15 الف سنة فقط، وبدأ مع نهاية العصر الجليدي. هنا ظهر ادم على الارض. آدم ابو البشر كان نبي، وهذا يجعله في اتصال مع الله، في المنامات أو بواسطة جبريل أو ربما مباشرة، وكان الله يُعلمه كل ما يحتاجه في أمور الحياة، مثلا ان يرى في المنام كيف يصيد السمك أو يزرع شجرة أو يصنع حذاء. ولأنه تعلم كل هذه الاشياء في مدة قصيرة، ولأنه كان مؤهلا عقليا لتلقي العلم، ظهرت الحضارة في فترة قياسية. ذرية آدم كانوا ايضا مؤهلين عقليا لتلقي العلم، فمثلا عندما أقدم قابيل على قتل هابيل، بعث اللّهُ غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه -- الغراب لم يكن يدفن غراب ميت، وإنما "يبحث" في الارض فقط، ولكن قابيل طور الفكرة، ولو كان الانسان القديم لما استطاع تطويرها، ولو كان الانسان القديم قادرا على تطوير ما يرى حوله في الطبيعة، لما ظل في الجهل المدقع لأكثر من خمسين ألف سنة على أقل تقدير. هذه الدروس المكثفة التي تلقاها آدم وذريته هي السبب في نشأة الحضارة في زمن قصير جدا. اذا نظرنا الان الى تسلسل الانبياء "الرئيسيين" في القرآن نجد ان النبي نوح يأتي مباشرة بعد النبي آدم، وآدم كان متعلم، والنبي نوح صنع سفينة، وهذا يجعله في زمن الحضارة، وإلا فكيف لإنسان لا يعرف الزراعة بأن يصنع سفينة؟ هذه القائمة القصيرة للانبياء (آدم، نوح، هود، ابراهيم) تتناسب مع الفترة 10 الى 15 الف سنة. أول قوم اهلكهم الله كانوا قوم نوح، ولم يذكر القرآن ان الله اهلك احدا قبلهم. "إنّا ارسلنا نوحا الى قومه... وقال نوح ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديّارا" -- اذا كان نوح مرسلا الى قومه، فلماذا يدعو على كل من في الارض؟ "ولا تزرُ وازرةٌ وزر أخرى وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولا" وهذا يعني ان النبي نوح يقصد الارض التي يسكنها قومه، أو ان كل من في الارض في ذلك الزمن كانوا فقط قومه، وكانوا يسكنون في بلد أو اقليم واحد، والطوفان اغرق قوم نوح فقط "وقوم نوح لمّا كذّبوا الرُسلَ أغرقناهم"، كذبوا الرسل! كم من رسول بعث الله الى قوم نوح؟ اثنين على الاقل + نوح، وكان نوح ابرزهم. وكان الله يبعث الرسل الى قوم نوح فقط، لانه لايوجد غيرهم على الارض. واذا افترضنا رسولين بين نوح وآدم، فيحتمل ان الفترة بين نوح وآدم من 1000 الى 2000 سنة. وعلى هذا التقدير تبدو الفترة 15,000 سنة كحد اقصى لعمر الانسان الحديث مناسبة جدا لهذا التسلسل الزمني. وبعد الطوفان تفرق الناس الى كافة انحاء العالم. ولأن البشر نشأوا في مكان واحد، وبنفس العادات والتقاليد، وجد المستكشفون ان الزراعة كانت مهنتهم الرئيسية في كل العالم، وبدأت من الشرق الاوسط في مصر والعراق والشام، حيث كان يسكن نوح وقومه. ولا يمكن لكل الناس في كافة ارجاء العالم ان يكون لهم نفس العادات والتقاليد وأساليب الحياة اذا كانوا متفرقين منذ الازل، منذ العمر الافتراضي للانسان الحديث قبل 150 الف سنة، وذلك ان الانسان قبل الزراعة كانت حياته على نمط مختلف تماما عن الانسان بعدها. وكما ترى، فإن عمر الحضارة التقديري بـ 10 الاف سنة يتناسب مع سلسلة الانبياء التي ذكرها القرآن، ابتداءا من نوح. والبشر قبل الطوفان كانوا يقطنون في اقليم محدود في الشرق الاوسط، وليس في كل الارض. وعندما أتى الطوفان دمر مساكنهم وبعثر آثارهم ولم يُبقي لهم حجرا على حجر ليستدل عليه المستكشفون. يفترض بعض المسلمين ان أعمار البشر في الماضي كانت أطول من اعمارهم حاليا، قياسا على عمر النبي نوح.. لم يتحدث القرآن عن اعمار البشر في الماضي، وقال عن نوح "فلبثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عاما"، والقاعدة المنطقية رد المجهول بالمعلوم، والمعلوم هو ان اعمار البشر لم تتغير.. فهل كان النبي نوح استثناءا، أم أن القرآن استخدم السنة السومرية كما يقول الدكتور محمد شحرور؟ الله اعلم.
التاريخ المفترض لانقراض نياندرتال هو ما بين 30 الى 20 الف سنة، وفي الاقتباس اعلاه 20 الف. السبب في ذلك يعود الى ارتفاع الجليد في تلك الحقبة الزمية، وأيضا لعدم العثور على بقايا نياندرتال أقل من 20 الف سنة. صحيحٌ ان عدم العثور على الاحفورة لا يعني عدم وجود الكائن الحي، ولكن ما يسري على نياندرتال، يسري أيضا على من يُطلق عليه (الانسان الحديث الاول)، لا توجد له احافير اقل من 20 الف سنة، انظر الجدول المقابل. عندما يقولون بأن الانسان الحديث واصل حياته دون انقطاع، هذه فرضية قائمة على اساس ان الانسان المعاصر من نسل المشابه له، بينما لا يوجد سجل من الاحافير يدعمها. انقطاع السجل يشمل الاثنين، نياندرتال وشبيه المعاصر. تميز نياندرتال ومعاصريه بحجم الجمجمة، كانت جماجمهم أكبر من جماجم البشر المعاصرين.. فمثلا انسان كرومانيون (الانسان الاوربي الاول)، سعة جمجمته 1600 سم مكعب، بينما معدل الانسان المعاصر 1400 سم مكعب، أي انها اكبر بنسبة 12 بالميه. النياندرتال سعة جمجمته أكبر من الانسان المعاصر بنسبة 10 بالميه تقريبا. بما يعني ان جمجمة كرومانيون اكبر من جمجمة نياندرتال، وفي هذه النقطة هو اقرب للنياندرتال من الانسان المعاصر. انسان كرومانيون (Cro-Magnon)،
شكل تخيلي، ادواته التي وجدوها في كهفه في فرنسا
https://en.wikipedia.org/... الادوات التي عثروا عليها في كهف كرومانيون في فرنسا هي فقط الظاهرة في الصورة اعلاه، وهي نفس الادوات البدائية جدا التي كان يستخدمها نياندرتال. بعد ذلك وجدوا رسوم في كهوف في مواقع أخرى في فرنسا وألمانيا، اعطوها اعمارا تفوق 10 الاف سنة، ونسبوها إليه . وفي هذه الرسوم ما يشبه الادوات الموسيقية، فقالوا انه اخترع الموسيقى، وفي الرسوم ايضا رماح واقواس، فافترضوا انه طور الادوات الحربية.. كرومانيون هو جمجمة واحدة فقط لا غير، وآثاراه هي فقط هذه الادوات البدائية الظاهرة في الصورة، وأي شيئ آخر منسوب اليه هو مجرد تخمين، ناهيك ان عمر الرسوم اصلا تخمين. يبدو ان كرومانيون مات مقتولا في الكهف الذي وجدوه فيه، انظر ضربة الحجر على جبهته. الافتراض السائد الان هو ان الاوربيين من سلالة كرومانيون، ويسمونه الانسان الاوربي الاول!
الصورة في الاعلى لجمجمة انسان وجدوها في اثيوبيا (homo sapiens idaltu). قدروا عمرها 160 الف سنة. وعلى هذا التقدير هي اكبر من العمر الافتراضي للانسان الحديث (150 الف سنة)، لذا وضعوا له تصوير يشبه القرد. يعني بدلا من أن يُغيروا النظرية لتتناسب مع الاكتشاف، أوجدوا تصوير للاكتشاف يتناسب مع النظرية! ونفس المنطق يسري على الحضارة، فتجدهم يقولون ان العصر الحجري الاول (الباليوثي) يمتد من 2.6 مليون سنة الى 10,000 سنة، بينما يقولون ان الانسان وقف على رجله قبل 500 الف سنة، فمن كان يستخدم هذه الادوات قبل الانسان؟ قالوا مخلوقات ثانية في بداية مراحل تطوره. ولكن الادوات هي نفس الادوات التي استخدمها الانسان الاول! وجدوا في استراليا في منطقة تسمى بحيرة مونگو (Lake Mungo) احافير انسان قدروا عمرها 42 الف سنة. بعد ذلك اجروا لها فحص الحمض النووي، فجاءت النتيجة بأن اصحاب الاحافير لا يمتون بصلة لسكان استراليا الاصليين، فقام الباحثون في الوسط العلمي برفض نتيجة الفحص! والسبب على ما يبدو انهم يفترضون ان السكان الاصليين من نسل القدماء. والمفروض ان يراجعوا نظرياتهم بدلا من رفض النتيجة. انسان مونجو هذا مصنف من فصيلة الانسان الحديث الاول، وليس نياندرتال، وفي الجدول اعلاه تجده مدرج معهم (Lake Mungo)، وبناءا على نتيجة الحمض النووي فلابد من القول انه انقرض.
وهذا يعطيك فكرة انه لا توجد قواعد وأسس يمكن الاحتكام إليها، وإنما هي فرضيات فلسفية لا يقوم على صحتها دليل. الفرضية في اتجاه والدليل المادي في اتجاه آخر. العلامة الفارقة التي تميز الانسان المعاصر عن الانسان القديم هي الحضارة التي بدأت قبل 10,000 سنة، أمّا تصنيفات البشر أو الاختلافات الطفيفة في هياكلهم لا تعني شيئ. أي هيكل أو أثر بشري قبل الثورة الزراعية نصنفه إنسان قديم، حتى ولو بلغ من العمر ملايين السنين. ذلك الانسان انقرض نهائيا في العصر الجليدي بكل اشكاله واجناسه وفصائله. ثم عاد بعد الجليد بعلم جديد، ولكن بنفس الشكل والصورة والمكونات البدنية.. ربما تبدو فكرة المكونات البدنية غير مقبولة، لأن الحمض النووي على الاقل يختلف عن النياندرتال، ولكن الحمض النووي لا يعتبر اختلاف، وإنما معادلة كيميائية من نفس المكونات. ومن يدري، ربما يصبح الانسان في المستقبل مطابقا لما كان عليه نياندرتال في آخر عهده. الانسان الاوربي قبل 8000 سنة كان داكن البشرة وازرق العين Europeans were dark-skinned until 8,000 years ago https://goo.gl/cUY9fV http://www.sciencemag.org/... التطور الحاصل في تحليل الحمض النووي في الهياكل القديمة قاد الى استنتاج ان الانسان الاوربي قبل 8000 سنة كان داكن البشرة وازرق العين، وهذه التشكيلة نادرة الوجود في عالم اليوم. ردوا السبب في ذلك الى نقص فيتامين D في جسمه. هذه العلوم لا تزال في بدايتها، ولن نأخذ الاستنتاجات الأولية على انها حقائق مطلقة. عندما يتطور العلم اكثر مما هو عليه الان، سيجدون ان سكان العالم في الحقبة الزمنية (10000 سنة) كانت الوانهم قريبة جدا من بعض. وهذا طبعا سيضيف دليلا حاسما على انقراض الانسان القديم وظهور انسان جديد في مكانه.
الخاتمــــــــــــــــة طفلة نياندرتال من جبل طارق التفسير المنطقي على ضوء البيانات المتوفرة عن المساحة الجغرافية التي سكنها نياندرتال، واحافيره البشرية، وادواته الحجرية، وحمضه النووي (DNA)، هو انه كان يعيش على الارض عالم آخر يختلف كل الاختلاف عن العالم الذي بدأ منذ 10 الاف سنة، ولا يوجد بينهما حلقة وصل مادية، عالم تميز بعاداته وتقاليده واسلوب حياته، اثرت على افراده بيئة طبيعة تختلف عن بيئتنا، فغيرت ملامحهم الجسدية، ومثلما ترى البشر في عالم اليوم اشكال واجناس مختلفة، كان أيضا في عالم الامس أشكال واجناس، توقفت عقارب الساعة في ذلك العالم قبل 20 الف سنة، ليقضيَ اللهُ أمرا كان مفعولا.
"كيف تكفرون بالله "وإذ قال ربك للملائكةِ إني جاعل في الارض
خليفة" -- إني جاعل في الارض مديرا يخلفكم يا ملائكة الارض.
"قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك!" -- قالوا اتجعل المدير فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، كيف تستبدلنا بهذا المفسد ونحن الحريصون على طاعتك وعبادتك؟ "قال اني اعلم ما لا تعلمون" أخبر الله الملائكة بما سيحدث لأن الامر يعنيهم، وأن منصبهم سيذهب لغيرهم، وإلا فإن الله لا يستشير أحد، ولا يناقشه في أمره أحد.. فعّالٌ لما يريد، لا يُسأل عمّا يفعلُ وهم يُسألون. ولمعرفة الزمن الذي خلف فيه الانسان الملائكة، فلابد من البحث في الماضي
السحيق، ولحسن الحظ لم يكن مسحوقا تماما، 10,000 سنة فترة قصيرة جدا في عمر
الزمن الجيولوجي، واذا اخذنا تسلسل الانبياء في القرآن بعين الاعتبار، من
آدم ثم نوح والذين اتوا من بعدهم، نجد ان الفترة 10,000 سنة تتناسب جدا مع
عمر الحضارة الانسانية على الارض.. كنتم امواتا فأحياكم، حرف الفاء يفيد
تتابع الحدث مع تقارب الزمن " "نحن قدّرنا بينكم الموتَ وما نحن بمسبوقينَ على أن نبدّلَ أمثالكمْ
ونُنشئكمْ في ما لا تعلمون، ولقد علمتم
بداية الحضارة قبل 10,000 سنة
وأخيرا، وللتذكير، دليلنا الاساسي على انقراض الانسان القديم ونشأة الجديد هو الحضارة التي بدأت منذ 10,000 سنة. العامل الطبيعي الذي يمكن ان يكون سببا للانقراض هو ارتفاع الجليد. القائلون بالنظريات ليس لديهم تفسير للنهضة الحضارية التي طرأت على الانسان بعد العصر الجليدي، سوى قولهم ان الزراعة هي السبب، ونجد ان الانقراض يفسر اشياء لا يوجد لها تفسير نهائيا في النظريات المعتمدة علميا. وبما ان العلم لا يزال في تطور مستمر، فبكل تأكيد سيكتشف حقائق تفوق التوقعات، والحقيقة ستفرض نفسها عاجلا أو آجلا. من كان يتخيل قبل 200 سنة فقط انه يوجد تاريخ كربوني في الاحفورة، أو بواسطة الحمض النووي تستطيع معرفة شكل الانسان الذي مات قبل 8000 سنة. ومن يدري، فربما يكشف الله للانسان في المستقبل ان في الحمض النووي، أو في الجسم بشكل عام، معادلة كيميائية فيها معلومات عن الانقراض والاعادة، تعرف من خلالها عدد المرات التي عاد فيها المخلوق الى الحياة بعد انقراضه، وهذه المعادلة تسري على الانسان وغيره.. وبهذه الفقرة نأتي الى ختام الموضوع.
|