| ||||||||||||||||||
تفسير ونظرية: ويُنزّلُ من السّماءِ من جبالٍ فيها من بَرَد! تأليف: عيسى عبدالرحمن السركال
الشارقة، الامارات العربية المتحدة تاريخ النشر: 16 يونيو 2018 (اخر تحديث: 16 سبتمبر 2021)
"ويُنزّل من السماء" -- ماذا يُنزّل من السماء؟ النازل محذوف. الجبال فيها من برد، وليس النازل برد... الجبال التي ذكرتها الاية جبال حقيقية، وليست سحابا كالجبال، وانما جبال صخرية كالتي توجد على الارض، ولكنها في السماء، في كوكب آخر غير الارض!
من تفسير الطبري: "وقوله: (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ
عَنْ مَنْ يَشَاءُ) يقول: فيعذّب كما ترى في الاقتباس اعلاه ان النازل من السماء لم تذكره الاية، وقال الطبري: ذلك الذي ينزل من السماء، والقول ان النازل برد هو افتراض مبني على ان الجبال فيها من برد.. افترض مثلا ان يقول لك زميلك انه احضر لك شيئا من مكان فيه تفاح، فهل هذا يعني انه احضر تفاح؟ يمكن، ولكن ليس هو الاحتمال الوحيد. الملاحظة الثانية هي ان النازل من السماء يسبب مصيبه، وذلك من قوله تعالى " "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ
وَيُرْسِلُ الجبال كتل صخرية ملتصقة بالارض، وإن كانت على كوكب غير الارض، فيجب ان تلتصق
بسطح ذلك الكوكب، وفي المعجم الوسيط: "الجَبَلُ : ما علا من سطح الأَرض واستطال
وجاوَزَ التَّلَّ ارتفاعًا"، وهل يمكن ان نطلق اسم الجبال على الكتل الصخرية
العملاقة التي تسبح في حزام الكويكبات؟ بعض هذه الكتل الصخرية أكبر من جبل
الهملايا، ولكن يسمونها كويكبات وليس جبال.. الحجم وطبيعة الشيئ لا يكفيان احيانا
ليكونا معيارا في التصنيف، وفي القرآن: "وهي تجري بهم في
"وَيُنَزِّلُ ترافق العواصف الرعدية احيانا صواعق تنزل على الارض فتسبب اضرارا مادية وتقتل البشر. الكثير من الظواهر الطبيعية التي تحدث على الارض لا يزال سببها مجهول، منها
الزلازل والبراكين والصواعق أيضا. أمّا القول ان سبب الصواعق تصادم شحنتين مختلفتين
داخل السحابة، احدهما سالب والثاني موجب، هو فقط نظرية وليس حقيقة ثابتة.
"الرياح الشمسية تسبب صواعق
البرق على الأرض"
http://www.bbc.com/arabic/... https://www.bbc.com/news/... الشفق الملون الذي تسببه
جزيئات شمسية اخترقت الجزء العلوي من الغلاف الجوي
https://cosmosmagazine.com/... اقتباس: "وتوصل العلماء إلى أن دخول رياح عاتية من الجزيئات الشمسية فائقة
السرعة إلى الغلاف الجوي للأرض، يصاحبه زيادة في عدد صواعق البرق." ما يسمى بالرياح الشمسية ليست رياح بمعنى الهواء، وإنما جزيئات مشحونة تحتوي على الكترونات وبروتونات، البروتون قطب موجب، والالكترون قطب سالب. يقول علماء ناسا ان الجزيئات الشمسية المشحونة تخترق المجال المغناطيسي المحيط بالغلاف الجوي ثم تخرج الى الفضاء الخارجي مرة أخرى، ولكن بعض الجزيئات عالية الطاقة تتسلل إلى الغلاف الجوي العلوي، مما يسبب الشفق الملون بالقرب من القطبين.
اقتباس: "ومن خلال الاستعانة ببيانات من شمال أوروبا، توصل العلماء إلى أن
هناك في المتوسط
صواعق في انفجار بركان
القمر آيو (Io)، أحد أقمار
كوكب المشتري
https://theplanets.org/io/ https://starchild.gsfc.nasa.gov/... وقياسا على البراكين في الارض، فيبدو ان معنى الاية القرانية هو جبال بركانية على كواكب أخرى، وبالنظر في المجموعة الشمسية لا نجد سوى الارض وقمر المشتري المسمى قمر آيو (Io) فيهما جبال وبراكين.. الجبال موجودة في كل الكواكب الصخرية في المجموعة الشمسية (الزهرة، عطارد، القمر، المريخ) ولكن براكينها لا تعمل. استنادا للروابط الموجودة تحت الصورة المقابلة، القمر آيو فيه تقريبا 400 بركان حي، يصل ارتفاع اعمدتها البركانية الى 300 كلم، وفيه أكثر من 100 جبل، يصل الارتفاع في بعضها الى مستوى أعلى من قمم الهملايا.
النشاط البركاني في القمر آيو أكثر من النشاط البركاني في الارض:
ما نفترضه هو التالي: جزيئات
مشحونة بالكهرباء تأتي من براكين القمر آيو (Io) وتستقر بين الغلاف الجوي للارض
والمجال المغناطيسي حول الغلاف الجوي، وهو نفس المكان الذي تتجمع فيه الجزيئات
الشمسية.. تبقى في ذلك المكان الى ان تأتي عواصف رعدية، فتنجذب اليها تلك
الجزيئات القادمة من القمر آيو بطريقة ما ولسبب لا نعرفه، بسرعة الضوء، مخترقة
الغلاف الجوي ومحدثة صاعقة على الارض أو بين السحاب.
لم يصل احد الى القمر آيو ليرى ما فيه، ولا حتى روبوت، والوصول اليه بالتكنلوجيا المتوفرة حاليا من سابع المستحيلات، ولكن وكالة ناسا ارسلت اليه قمر صناعي لاستكشافه ومعرفة طريقة عمله، ومع ان الدراسات عن بعد بواسطة الاقمار الصناعية لا تعطي معلومات تفصيلية دقيقة، ولكن فيها صورة عامة لا بأس بها، والتالي فقرة من موضوع على ويكيبيديا تتحدث فيه عن تأثير القمر آيو على كوكب المشتري وعن الطاقة الكهربائية التي ينتجها:
الغلاف الجوي للقمر آيو رفيع جدا ويتكون بشكل اساسي من دخان البراكين، وأغلب ما
ينتجه من غازات بركانية تخرج للمجال المغناطيسي للمشتري والى الفضاء بين الكواكب
كما يقول الاقتباس اعلاه، وإن وصل شيئا منها الى كوكب الارض فأين ياترى يمكن ان
تستقر؟ في المجال المغناطيسي حول الغلاف الجوي للارض، مثل المشتري، وهو مكانها
المناسب، وهو نفس المكان الذي تتجمع فيه الجزيئات الشمسية.
ما نراه في الاقتباس اعلاه ان جزيئات من كوكب المشتري تصل بالفعل الى الغلاف الجوي للارض، وهو ما وصفه الاقتباس بفلك دوران الارض.. هذه الجزيئات اخذها المجال المغناطيسي للمشتري من القمر آيو ثم اعاد ارسالها، مع العلم انه لا توجد دراسات مركزة على المشتري وعلى القمر آيو لمعرفة الاشعاعات التي تصدر عنهما بدقة ومدى تأثيرها على الارض، وما لدينا في هذه الاقتباسات مجرد ملاحظات عامة. فيدبو: الكثير لا يعلم ان البراكين
يمكن ان تنتج برد بركاني وصواعق كيفية تشكل البرد عمود بركاني وهل يوجد بَرَدٌ في جبال آيو؟ نفترض ذلك ولم نجد معلومات عن هذه النقطة، وعلى الارض الانفجارات البركانية الضخمة تنتج برد.. اذا لم يشكل البرد النازل كتل ثلجية كبيرة فلن تستطيع الاقمار الصناعية رؤيته. القمر آيو مشتعل بالبراكين، وإن سقط على سطحه برد فسوف يذوب في مدة قصيرة. يتشكل البرد على الارض عندما تحمل تيارات هوائية متصاعدة قطرات المطر النازل عاليا في الغلاف الجوي، حيث تكون درجات الحرارة هناك تحت الصفر، مما يؤدي الى تجمد حبات المطر النازل لتشكل بردا، واذا لا يوجد تيار متصاعد سيكون النازل مطر. عندما يكون البركان شديد الانفجار يخرج من قاع الارض بضغط عالي جدا، يقذف بالبخار الخارج منه الى ارتفاعات شاهقة، فيتكون البرد في السماء حيث درجة الحرارة تحت الصفر، ثم يسقط البرد على الجبل البركاني والمناطق القريبة منه.. وهذا مثال في الارض على جبل بركاني فيه من برد. وقياسا على براكين الارض، فيبدو ان البرد الذي يسقط على جبال آيو البركانية ناتج عن بخار ماء تقذفه البراكين.. يخرج البخار من قاع القمر بدرجة حرارة عالية جدا، ثم يصل الى ارتفاعات شاهقة فيبرد ويشكل بردا يسقط على جبال القمر البركانية والمناطق المحيطة بها. كمية البرد النازل ليست مهمة حتى وإن كانت قليلة، والقصد من ذكرها في الاية هو التعرف على المكان، وتقول الاية "من برد"، بعض البرد، شيئ بسيط. وأخيرا، وبناءا على ما سبق، سيكون معنى الاية كالتالي: "ويُنزّلُ من السّماءِ [ صواعق ] من جبال [ بركانية ] فيها من برد" أو بمعنى أدق: "ويُنزّلُ من السّماءِ [ جزيئات مشحونة بالكهرباء ] من جبال [ بركانية ] فيها من برد، فيصيبُ به من يشاء ويصرفه عن من يشاء، يكاد سنا برقه يَذهب بالأبصار" -- يكاد لمعان برق ذلك النازل من السماء، ذلك الذي يُصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء، يذهب بالابصار. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
|