| |||||
كيف خلق الله آدم وحواء من الطين؟ تأليف: عيسى عبدالرحمن السركال
الشارقة، الامارات العربية المتحدة تاريخ النشر: 14 يوليو 2019 (اخر تحديث: 20 يوليو 2019) نسخة ارشيف:
https://archive.org/...
الايات التي تحدثت عن خلق ادم ليس فيها تفاصيل.. كل ما لدينا بعض أوصاف المادة فقط، واشارات هنا وهناك، أمّا طريقة التصنيع مجهولة ومتروكة للاجتهاد. بالنسبة للاحاديث المنسوبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، التي وردت في هذا الشأن، حتى وان قيل انها صحيحة، فهي اولا واخيرا مثل غيرها، روايات احاد، ولا نعلم حقيقتها علم اليقين. سوف نرى في هذا المقال ان آدم وحواء أنشأتهما شجرة، "واللهُ أنبتكُمْ منَ الارضِ نباتا"
أواني تحف من الفخار طين
"خَلَقَ الإنْسانَ مِن " الاقتباسات اعلاه من موقع الباحث القرآني الاحتمال الان ان هذا الطين تجمع في نباتات متجاورة ولكن تختلف في خصائصها بركان طين رجل يستحم في طين بركاني طين بركاني متحجر شجرة بطاطس ما الذي يجعل بعض ومثلما جعل الله النباتات تنتزع عناصرها وغذائها المفضل من الطين المحيط بها، كذلك جعل النواة التي نشأ منها آدم تنتزع مكونات جسمه من الطين المحيط به. وكيف يمكن ان تأخذ السلالة من الطين بشكل طبيعي؟ بواسطة شجرة! وعليه نفترض ان آدم أنشأته شجرة، ثم نبحث عن شواهد من القرآن تؤيد هذه الفرضية. وبما ان آدم لم يُخلق من الطين كله، وإنما من سلالة منه، فيمكن القول ان الطين كان هو المصنع الذي صُنع بداخله. الان اذا اردنا ان نضع الاحتمالات فيجب اولا ان نبحث عن الاماكن
التي يتجمع فيها طين الوحل ويتحجر لدرجة يشبه الفخار في صلابته، ويجب
ان يحتوي على مكونات جسم الانسان من عناصر كيميائية.. وبعد البحث وجدنا
ان هذا الوحل هو البراكين تنتج كل ما يمكن ان تتخيله من معادن وعناصر كيميائية.. بعض البراكين تنتج وحلا وفيها هذه العناصر، وهذه البراكين تسمى براكين الطين (mud volcanoes)، وهي يمكن ايضا ان تنفجر وتخرج نارا. الطين البركاني (volcanic mud) يؤثر على الجلد بطريقة ايجابية ويجعله اكثر صحة ونضارة، وتُصنع منه مستحضرات التجميل (ماسك الوجه).. وهذا مؤشر قوي يدل على ان ادم خُلق في هذا الطين. الفوائد الصحية للطين البركاني اكتشفها الانسان منذ القدم، واستخدمه لعلاج الكثير من امراض الجلد. ليس كل البراكين الطينية تخرج طينا بنفس المواصفات، وبعضها يحتوي على جميع العناصر الكيميائية تقريبا، بما فيها الذهب والفضة، ولكن ادم لم يخلق من الطين كله بما فيه، وإنما من سلالة من طين. الاية تقول ان هذا الطين شجرة البطاطس، وخضار أخرى ايضا، ثمارها تحت الارض، ويوجد على الثمرة غشاء يحميها، وبمقارنة هذه الثمرة مع نشأة الجنين في بطن أمه، وكيف يتغذى من جسد أمه، وهذه الثمرة تتغذى من جذع امها الشجرة، والشجرة تأخذ غذائها من الطين حولها، فالاحتمال ان وضع ادم وهو في الطين كان مثل هذه الثمرة، ومع جذور تمتص له ما يحتاجه من غذاء من الطين، من سلالة من طين، وتغذيه من نفس المكان الذي يتغذى منه الجنين، الى ان اكتمل واصبح رجلا أو طفلا قادرا على السير على قدميه والاعتماد على نفسه فبث الله فيه الروح وخرج. "والله أنبتكم من الارض نباتا" (نوح 17)، قال بعض المفسرين ان المقصود بها آدم، والتعبير مجازي، وقال آخرون ان المقصود بها كل البشر، والتعبير مجازي ايضا -- ونرى ان المجاز مستبعد، وذلك ان الاية تصرح "من الارض"، ولا يوجد فيها حرف تشبيه، وبما ان بقية البشر لم ينبتوا من الارض، فنفترض ان المقصود هو آدم، هكذا نشأ، من الارض نباتا، كثمرة البطاطا، وكذلك حواء.. هذه العملية يمكن تشبيهها بأطفال الانابيب. "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ
الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا
ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا
بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ في الاية أعلاه يضرب الله مثلا بالنبات ، يُرسل رياحا وسحابا الى ارض ميتة فينزل
فيها المطر فيُخرج به ثمرا مختلف الانواع.. "
"خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ "خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ الاية الاولى تقول: "خلق منها زوجها" ، والاية الثانية: "ثم
جعل تعني ان الشيئ موجود، ثم تحول من حال الى حال، أو من شكل الى آخر، وفي القرآن: "وجعل منهم القردة والخنازير"، هذه الفئة من اليهود كانت موجودة، ثم تحولت من بشر الى قردة وخنازير.. الان بالنسبة للاية التي اتت بصيغة جعل منها زوجها.. كلمة جعل تعود الى النفس، النفس كانت موجودة، وهي نفس ادم، وبعد ذلك جعل منها زوجها.. "ثم جعل منها زوجها" -- حرف ثم يفيد التباطئ والتراخي في الزمن، بما يعني ان عملية التحول أو التشكيل أو الجعل اخذت فترة من الزمن، ولم تكن حدثا فوريا بين عشية وضحاها.. "خلق منها زوجها" -- وهذه فيها توضيح لجعل، أي ان مسألة الجعل لم تحدث بطريقة سلسة، وإنما رافقها خلق. لم يذكر القرآن كيف خلق منها زوجها، بما يدل على ان الطريقة لم تكن معروفة لدى القوم في ذلك الزمن، لذا اكتفى بالمصطح العام "خلق منها زوجها"، وترك الطريقة لغز للاجيال القادمة. وفي العصر الحديث عرفنا انه توجد طريقة لاستنساخ المخلوقات، وهي بواسطة الحمض النووي (DNA). وبالرغم من ان الله على كل شيئ قدير، إلا انه وضع للحياة قوانين، والقانون الذي يسري على البشر يسري على غيرهم، ولن تجد لسنة الله تبديلا، والله الذي خلق ادم، خلق ايضا ملايين المخلوقات غيره: حيـوان، نبات، حشـرات، بكتيـريا، وكلها خلقت بطريقة شبيهة بتلك التي خُلقَ بها ادم، ليس بالضرورة خُلقت من طين، ولكن الطريقة بشكل عام هي نفسها، والعنصر المشترك بين كل هذه المخلوقات هو الحمض النووي، حتى البكتيريا ذات الخلية الواحدة فيها حمض نووي، لذا يبدو ان الحمض النووي هو العنصر الذي اخذه الله من ادم واستنسخ منه حواء وهي في الطين، فأصبح الاثنان من نفس الفصيله. الان اذا نشأت حواء في نفس الحفرة التي نشأ فيها آدم، فبالضرورة ان حمضه النووي بقي في الحفرة، في الكيس الذي نشأ فيه، وبعد ان انشق الكيس وخرج، انتشر حمضه النووي في الطين، وبهذه الطريقة اخذته حواء تلقائيا. حيوان كواگا المستنسخ من الحمار الوحشي قام فريق من العلماء باستنساخ حيوان منقرض، يسمى حيوان كواگا (quagga)، وهو يشبه
الحمار الوحشي الى حد كبير.. أخذوا جينات من الحيوان المنقرض من جلد كانوا يحتفظون
به، وبطريقة ما زرعوها في انثى الحمار الوحشي، بعد ذلك قامت انثى الحمار الوحشي تلد
حمير يشبهون ذاك المنقرض، والحمير المولودين ايضا ينتجون شكل الحمار المنقرض، وهذه
قدرات الانسان العادي، فتخيل قدرة الله سبحانه وتعالى. الان هذا الحمار المستنسخ ليس نسخة طبق الاصل من المنقرض، وإنما حمار وحشي بجلد
المنقرض فقط، أمّا الخصائص الاخرى فكلها لا تزال حمار وحشي.. هذه بداية، ومن يدري
ما سيأتي به المستقبل. "سبحان الذي خلق الأزواج كلها " نجد في الاية ان الازواج كلها خلقها الله من ما تنبت الارض، وما يسري على
الانسان يسري على غيره، ولكن لكل مخلوق خصائصه، بعضها خُلق في بحر، وأخرى في نهر أو
في مستنقع أو في غير ذلك، والمعلومة الاكيدة انها خُلقت من نبات، نشأت من شجر،
"ومن "ومما لا يعلمون" -- ربما المقصود بها ارواح الكائنات الحية، والله اعلم، والعبارة عائدة للازوج ايضا، والازواج تشمل الحيوان والنبات، فهل هذه المخلوقات ينطبق عليها العلم؟ لا نستطيع تأكيد ذلك أو نفيه، ولكن البشر ايضا من جملة الازواج، وهذه الفئة ينطبق عليها العلم، فالعبارة اذن صحيحة. بحث سريع في محرك جوجل باستخدام المفردات التالية فماذا نجد؟ علماء بيولوجيا واطباء اكتشفوا ان انسب مادة لتنمية الاعضاء البشرية هي النباتات، وليس القرود والحيوانات.. وهذه ليست مجرد افكار، هم قاموا بتجارب على السبانخ ونباتات اخرى لصناعة انسجة ولحم ودم، ويوجد فيديو على الرابط ادناه يشرحون فيه الطرق التي استخدموها والنتائج التي حصلوا عليها. العنوان: في المستقبل سوف نُنمي اجزاء جسم الانسان من نباتات
ابحاث على صناعة أذن... باستخدام التفاحة
وبهذا القدر نصل الى نهاية الموضوع.
|