| ||||||
الطير الأبابيل: طيور لا تزال موجودة الى الان تأليف: عيسى عبدالرحمن السركال
الشارقة، الامارات العربية المتحدة تاريخ النشر: 6 فبراير 2017 (اخر تحديث: 26 مايو 2018)
بوست المقال على فيسبوك لمن اراد التعليق
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ
يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا
أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)" طائر الأبلق الاسود
(black wheatear) يحمل كميات كبيرة من الحجارة بمعدل 1 الى 2 كيلوجرام في فترة
تتراوح من 2 الى 22 يوم
"وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ" -- يوجد اكثر من قول عن هذه الطيور، بالغت بعض التفاسير المأثورة في وصفها فجعلتها أغرب من الخيال، لها أكف كأكف الكلاب ورؤوس كرؤوس السباع، بينما فسر الايات بعض المعاصرين على غير معناها الظاهر وقالوا انها ذباب أو بعوض تحمل جراثيم. الطير والحجر ليست مصطلحات غريبة أو مفردات متشابهة تحمل أكثر من معنى حتى تحتاج الى تأويل وتفسير.. واذا وجدنا من الطيور من يحمل الحجارة ويحلق بها ثم يرميها، بقصد اللعب أو التسلية أو لأي سبب كان، فلابد انها المقصودة في الاية. أحد الطيور المعروفة بحمل الحجارة هو الطير الظاهر في الصورة، ويسمى طائر الابلق، يعيش في أوربا وأسيا ودول المغرب العربي، وهو طائر صحراوي يعيش في المناطق الجبلية، والطيور تهاجر على حسب فصول السنة، والاحتمال انه في عام الفيل هاجرت هذه الطيور الى مكة، ارسلها الله الى هناك لتدمير جيش ابرهة.
عش طائر الأبلق مصنوع على حجارة جمعها الطير
المصدر: https://goo.gl/tVRZyD توجد محاولات من المختصين في علم الطيور لمعرفة السبب الذي يجعل هذا
الطائر يصنع عشه على حجارة يجمعها.. بعض هذه البحوث على الروابط التالية: من الرابط اعلاه، وزن كل حجر يتراوح بين 3 الى 9 جرام، ويحمل الطير كمية تصل الى 2 كيلوجرام في فترة بين 2 الى 22 يوم. ليس الموضوع هنا عن الطير حتى نبحث في تفاصيله، ولكن ها نحن نجد طيرا من طبيعته وجزء من حياته حمل الاحجار والتحليق بها. وإن لم يكن طائر الابلق هو الطير الذي القى الحجارة على جيش ابرهة، فبكل تأكيد طير آخر يحمل نفس صفات هذا الطير بالضبط، يحمل الحجارة ويحلق بها. "حجارة من سجيل" -- سجيل تعني طين، وهذه الحجارة طين متحجر. لون الحجارة الابيض (انظر الصورة) يدل على انها من طين، بقايا صخور رسوبية، ولا نعلم ان كان الطير يستخدم حجارة الطين فقط أو كل انواع الحجارة دون استثناء، ولكن اشارة القرآن الى الطين بالتأكيد لها سبب، ربما للتعرف على الطير أو على المنطقة التي وقع فيها الهجوم. "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا "قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32)
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ الآيتين في الاعلى عن قوم لوط، وكما ترى، آية وصفت الحجارة بأنها من سجيل، والاخرى وصفتها من طين، وعلى هذا فإن السجيل هو الطين. أبابيل تعني مجموعات، فُرق، سربا وراء سرب. "فجعلهم كعصف مأكول" -- العصف هو ورق الشجر.. بعض البهائم تأكل الورق، وفي هذه الحالة تأكل الورقة كلها، والمقصود على ما يبدو الورق الذي يأكله الدود، فتجد فيه فتحات كثيرة ولكن الورقة لا تزال باقية. لا يوجد في الايات ما يدل على ان ابرهة وجنوده ماتوا عن آخرهم، كما انه لا يوجد في روايات التاريخ ما يقول ان قريش ذهبوا الى معسكر الجيش فوجدوهم ميتين.. أصيبوا بجروح واصبحوا كالعصف المأكول، كورق الشجر الذي اكله الدود، ولكنهم عادوا من حيث اتوا.. بعد ان غادروا الموقع توقف الطير عن مهاجمتهم.. وإن كان قد هلك بعضهم، نظرا لإلتهاب الجراح وعدم توفر العلاج، فهي حالات استثنائية. هل يمكن لحجر
وزنه 9 جرام ان يؤذي انسان؟
اذا سقط الحجر سقوطا حرا فالاحتمال ضعيف ان يؤذي، ولكن لابد ان تأخذ في حسابك سرعة الطير والمسافة التي يرمي منها الحجر.. فمثلا اذا رميت حجرا وزنه 9 جرام من سيارة تسير على سرعة 100 كلم/ساعة وسقط الحجر على زجاج السيارة التي خلفك فسيترك اثرا على الزجاج الامامي لتلك السيارة، واذا ضرب الحجر انسانا يسير على الشارع على راسه أو على وجهه فسيصيبه اصابة بليغة.. والعامل النفسي يلعب دور مهم، وبمجرد ان يرى الجنود بعض زملائهم يسقطون بإصابات خطيرة فسوف يدب الرعب في قلوبهم ويولوا هاربين.. لم نجد معلومات على الانترنت عن سرعة هذه الطيور.. الصقر يطير بأقصى سرعة 300 كلم/ساعة، والطيور العادية تطير بمعدل 80 كلم/ساعة، واذا افترضنا ان سرعة هذه الطيور سرعة عادية، في حدود 80 كلم كأقصى حد، فهذا يؤهلها ان ترمي حجرا يترك اثرا بليغا في جسم المصاب.
|